الوزير الإسرائيلي في تصريحه شدد على أن الحرب البرية الإسرائيلية المرتقبة في غزة ستكون المناورة الأخيرة، و"بعدها، لن تكون حماس موجودة".
من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يتضح أن تل أبيب تعمل على تأمين حرب في جبهة واحدة هي غزة، ومحاولة إغلاق أي احتمال لتوسيع الحرب وفتح جبهة ثانية مع حزب الله في جنوب لبنان، ولذلك يحاول الجيش الإسرائيلي الآن استنزاف قدرات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وإجبار سكان القطاع بأسلوب الأرض المحروقة، على اللجوء إلى الجنوب.
غالانت أشار في تصريحه إلى أن القوات البرية ستدخل إلى قطاع غزة، بعد أن تنهي القوات الجوية تسوية الأرض أمامها. وبعد أن تفرغ القوات الجوية من مهمتها وتلقى قنابلها وصواريخها، سيأتي الدور على نيران القوات البرية والمشاة، ما يعني عدم وجود مواعيد محددة للحرب الجوية على غزة، ولا موعد أيضا للحرب البرية المرتقبة.
محاولة إسرائيل الاستفراد بحماس بمساعدة الولايات المتحدة، وحصر القتال في جبهة واحدة، عبر عنها ولكن بطريقة مغايرة موجهة بالأساس إلى الخارج، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مقابلة مع راديو "إي بي سي" الأسترالي.
المتحدث العسكري الإسرائيل أعلن أن حماس لو أنها كانت أطلقت سراح جميع السجناء واستسلمت من دون قيد أو شرط، لكانت العملية البرية في غزة قد ألغيت!
كونريكوس قال بهذا الشأن: "لو كانت حماس قد خرجت من مخابئها، حيث تختبئ خلف المدنيين الإسرائيليين، كما يفعلون الآن لو أنها أعادت رهائننا، جميعهم وعددهم 212، واستسلموا من دون قيد أو شرط، لكانت الحرب قد انتهت.. إذا لم يفعلوا ذلك، فربما يتعين علينا المضي والقيام بذلك".
على الرغم من إدخال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأسرى الـ 212، في معادلة حرب "السيوف الحديدية" المعلنة ضد غزة، إلا أن الهدف الرئيس هو القضاء على حماس تماما. شرط استسلام حماس من دون حرب، عمليا مجرد "مناورة" مستحيلة، وهي بحد ذاتها لا تخفي الهدف الذي يكرره قادة إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر والمتمثل في القضاء المادي النهائي على حركة حماس، وانتزاع القطاع منها.
هذا هو الحل النهائي الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تحدث عنه بإعلانه أن "السيوف الحديدية"، هدفها تدمير حماس ووضع "حل" نهائي لمشكلة قطاع غزة.
الحرب الجوية الإسرائيلية تدك منذ أكثر من أسبوعين القطاع، وهو منطقة صغيرة بطول 40 كيلو مترا وعرض ما بين 6 إلى 12 كيلو مترا.
إسرائيل تحاول بذلك إخماد أي مقاومة، ودفع الفلسطينيين في غزة إلى إخلاء مناطقهم الشمالية، والتقليل من احتمالات حدوث مفاجآت في الحرب البرية، يمكن أن تفسد الخطط الإسرائيلية.
وفيما يترقب العالم بدء الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة، يتواصل الجدل حول مدى قدرة إسرائيل على احتلال القطاع والقضاء على حماس والسيطرة عليه عسكريا لفترة طويلة، وتحمل مسؤولية سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
قلة من الخبراء يعتقدون أن إسرائيل ستدمر غزة بالقصف الجوي طويل الأمد، وستعمل على محوها من الأرض، بواسطة الذخائر الجوية الحديثة من دون عملية برية.
بالمقابل، يعتقد أغلب الخبراء العسكريين أن إسرائيل لن تقضي على حماس بتدمير قطاع غزة بشكل تام، ومنع إعادة بنائه لاحقا، بل ستدخل إليه قواتها البرية من أجل تدمير "قيادة حماس" و"مقاتليها" و"بنيتها التحتية العسكرية".
ما يحير الباحثين والمحللين السياسيين والخبراء هو ماذا ستفعل إسرائيل بالقطاع بعد السيطرة عليه؟ ويبدو أن الإسرائيليين لا يعيرون هذا الأمر أي اهتمام، على الأقل في العلن.
المصدر: RT