جاء ذلك في حديث لمارياني، عضو البرلمان الأوروبي من فرنسا، مع وكالة "نوفوستي"، حيث تابع أن المبادئ الستة التي حددها بوتين يوم أمس، خلال خطابه في الجلسة العامة للدورة العشرين لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار، والتي تسعى روسيا لتحقيقها، وتدعو الآخرين إلى الالتزام بها، "مقبولة تماما من الجميع، إلا أن المشكلة تكمن في رفض الغرب التفاوض مع موسكو".
وكان بوتين تحدث عن انفتاح العالم وتنوعه وعن أوسع قدر من التمثيل والأمن العالمي والعدالة للجميع والمساواة، وعلق مارياني: "من يستطيع أن يختلف مع مثل هذه المبادئ؟ إلا أن المشكلة في أن لاعبين ثلاثة في جانب الغرب هم الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيون وزيلينسكي مشلولون تماما بسبب خطئهم الأول عندما رفضوا الحوار مع روسيا، لهذا فهم رهائن لهذا الخطأ، وكذلك لقراراتهم بشأن الصراع في أوكرانيا".
وكما يرى مارياني، فإن موقف الغرب لا يمكن أن يتغير إلا بعد إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024، أو بعد انتخاب رئيس أمريكي جديد في نوفمبر من العام نفسه. وأضاف الخبير أنه حتى ذلك الحين، فإن المفوضية الأوروبية، برئاسة أورسولا فون دير لاين، "لن تعترف أبدا بخطئها المكلف"، ويمكن قول الشيء نفسه عن الإدارة الأمريكية الحالية.
أما بالنسبة لفلاديمير زيلينسكي وحكومته، فلم يعد من الممكن السيطرة عليهما، كما أن طلبات أوكرانيا تتزايد يوما بعد يوم.
وشبه مارياني البرلمان الأوروبي بـ "السكير المشلول تماما"، موضحا أن أوروبا وعدت كييف بمبلغ 300 مليار يورو لإعادة الإعمار، وتعتزم تنسيق إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، إلا أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية أنفسهما "يخجلان" من القول إنه ليس لديهما ما يقدمانه، لأن ترساناتهما قد استنفدت.
وهكذا، وبحسب محاور "نوفوستي"، فإن حكومات الدول الغربية أصبحت رهينة لموقفها، ولا يمكن تغيير الوضع في المستقبل القريب إلا بأزمة غير متوقعة. في الوقت نفسه، يلاحظ الخبير أن الاستياء بين السكان العاديين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة آخذ في الازدياد بشأن المساعدات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لأوكرانيا على خلفية الارتفاع القياسي في تكاليف المعيشة في بلدانهم.
المصدر: نوفوستي