وأضافت أسماء الأسد في حوار مع برنامج "نيوزميكر" على قناة RT، تعليقا على التحديات المشتركة التي تواجهها روسيا وسوريا في هذا العصر: "ولكن التحدي الأشمل والأعم بالنسبة للعالم هو تحدّي الليبرالية الحديثة، التي الهدف منها تذويب الهويات الوطنية والإنسانية والانتماء للوطن والمفاهيم الاجتماعية والصحية.. والأخلاق والعادات والتقاليد والنسيج المجتمعي المتمثل بالأسرة التي هي الخليّة الأساسية لكل مجتمع".
حوار بين شباب مجتمعاتنا الشرقية
وأشارت سيّدة سوريا الأولى إلى أنه من هذا المنطلق والمحاور "يجب أن يكون هناك حوار بين شباب مجتعاتنا الشرقية التي تُعتبر مهدّدة بالدرجة الأولى وبشكل مباشر.. ولكنها أيضا هي الأقدر على التصدي لهذه الهجمة عبر ثقافتها والأخلاق والقيم التي تحملها في داخلها".
وعن الأدوات والحلول التي يجب أن تكون متوافرة اليوم من أجل مواجهة هذه التحديات، قالت: "بالدرجة الأساسية هناك مؤسسات أساسية معنية بالحوار قبل المواجهة وهي مؤسسات شبابية وعلمية وثقافية، والأرضية موجودة لهذا الحوار".
نقف مع الأصدقاء الروس كما وقفوا معنا
وحول الحرب الوجودية التي تخوضها روسيا، والعصيان المسلح الذي حدث قبل أيام، وفيما لو تردّدت أسماء الأسد في مجيئها إلى العاصمة موسكو، قالت: "إن الأصدقاء الروس لم يترددوا عندما وقفوا معنا في حربنا ونحن لم ولن نتردد في الوقوف إلى جانبهم في معركتهم".
وعن احتمال تعلمها اللغة الروسية، خصوصا مع تخرج نجلها حافظ بشار الأسد من جامعة موسكو الحكومية، قالت: "أتمنى ذلك.. فاللغة هي جسر للتواصل والثقافة، وروسيا ذات ثقافة عريقة جدا وتاريخها قديم، ولذلك أتمنى أن تكون هناك فرصة لدي في المستقبل.. وإذا خفّ ضغط العمل قليلا فلم لا؟!".
عن تفوق ابنها حافظ في موسكو
وفي هذا الجانب، علّقت عقيلة الرئيس السوري على تخرج ابنها بدرجة ماجستير في الرياضيات وحصوله على مرتبة الشرف والتنويه الإيجابي قائلة: "إن درجة الشرف بالنسبة لي هي انعكاس لمجموعة مبادئ موجودة في شخصية الإنسان التي توصله إلى هذه الدرجة من الالتزام والتحدي والمسؤولية والمثابرة، ولذلك فإن شعوري اليوم هو الفخر وكأي أم يمتلك أبناؤها هذه الصفات، والتي هي طريق إلى النجاح والتميز. وشعوري أيضا شعور الرضا لأن جميع الأهل دائما يسعون لتقديم أفضل الأبناء منهم لبلدهم وهذا ما شاهدته في موسكو من قبل ابني حافظ".
وعن تجربتها الشخصية في هذا المجال، أشارت إلى أنها عندما تلتقي بالطلاب المتميزين في سوريا، كانوا لا يقبلون بالوقوف عند هذا الحد وإنما هو حافز لديهم من أجل رفع سقف طموحاتهم لأن طموحات الطلاب المتميزين لا حدود لها.
الثقافة الروسية يجمعها الكثير مع المجتمع السوري
وعن التفوق والدراسة في الاغتراب وسلبياتها وإيجابياتها، قالت أسماء الأسد إن أهميتها تكمن في التحصيل العلمي عالي المستوى وخاصة في جامعة عريقة مثل "جامعة موسكو الحكومية"، أو في الدراسة المتخصّصة في المعهد العالي للعلوم التطبيقية في دمشق الذي انطلق فيه ابني حافظ.
وأردفت: "الجانب الثاني المهم هو الانفتاح على ثقافة ثانية، وهو يسهم في توسيع آفاق الإنسان.. والثقافة الروسية ثقافة شرقية، وبالتالي هي تتقاطع في الكثير من الجوانب مع المجتمع السوري بالمفاهيم والمبادئ، وهذا الشيء يهيء لأرضية قويّة صلبة كي يكون هناك حوار واسع وعميق بين جيل الشباب، ويعزز جسور التواصل التي هي موجودة أصلا".
المصدر: RT