وطفا إلى السطح مصطلح ربما يكون غير متداول في حياتنا اليومية، مما فجر سيلا من التساؤلات حول هذه العملية.
فالمعروف أن الانفجار يحدث من الداخل إلى الخارج، لكن "الانبجار" يحدث من الخارج إلى الداخل، وهو عملية تجعل الجسم ينهار على نفسه نتيجة ضغط من الخارج إلى الداخل.
وغالبا ما يتضمن "الانبجار" اختلافا بين الضغط الداخلي والخارجي الذي يكون قويا جدا، بحيث ينهار هيكل الجسم إلى الداخل من تلقاء نفسها، وهذا ما حدث للغواصة "تيتان" التي تحطمت نتيجة للضغط الهيدروستاتيكي للمياه المحيطة بها.
ونظرا لكون "الانبجار" يحدث بشكل سريع جدا، ربما في غضون أجزاء من الألف من الثانية، فمن المرجح أن ركاب "تيتان" لم تتسنى لهم الفرصة حتى لملاحظة حدوث أي خلل.
وتشير الأدلة إلى أن الأسباب التي قد تكون أدت إلى هذه النهاية الكارثية لـ"تيتان"، هي التركيب الغريب لهيكل الغواصة، فبخلاف المعتاد يتكون جسم الضغط لـ"تيتان" من التيتانيوم وألياف الكربون المركبة، وهما مادتان ذو خصائص مختلفة إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالغوص العميق.
ورغم أن غواصة "تيتان" التي تشغلها شركة "أوشن غيت" قامت بالعديد من الرحلات سابقا إلى موقع سفينة "تيتانيك"، على عمق نحو 4 آلاف متر، غير أن التحذيرات والمخاوف من حدوث أمر سيء رافقها منذ إزالة الستار عنها.
لكن كانت ثقة القائمين عليها وخاصة المدير التنفيذي لشركة "أوشن غيت" ريتشارد ستوكتون راش، الذي واجه مصيرا كارثيا في الأعماق صحبة الأربعة ركاب الآخرين، كانوا واثقين زيادة عن اللزوم في "تيتان".
يذكر أن خفر السواحل الأمريكي كان قد أعلن أن الحطام الذي تم العثور عليه في المحيط على بعد 500 متر من مقدمة سفينة "تيتانيك" كان لغواصة "تيتان"، وأظهر تحليل الحطام أن الغواصة تعرضت لأضرار كارثية وتوفي جميع ركابها.
ويوجد 5 أشخاص على متن الغواصة، انقطع الاتصال بهم بعد حوالي ساعة و45 دقيقة من الغوص يوم الأحد الماضي.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه كان على متن "تيتان" كل من الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، وغواص الأعماق الفرنسي المخضرم بول هنري نارجيولي، ومؤسس شركة أمريكية تنظم رحلات إلى حطام تيتانيك ستوكتون راش، ورجل الأعمال الباكستاني شاهزادا داوود وابنه.
المصدر: RT+ وكالات