مباشر

خبير يوضح لـRT دوافع ماكرون للتغريد خارج السرب الأمريكي

تابعوا RT على
قال أستاذ العلاقات الدولية حامد فارس، إن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول استقلالية أوروبا ليس جديدا، حيث ضجرت أوروبا الحالة الاقتصادية، والابتزاز الأمريكي للقارة العجوز.

هذا وقد أطلق الرئيس الفرنسي تصريحات مثيرة على هامش زيارته إلى العاصمة الصينية بكين بحضور رئيسه المفوضية الأوروبية فون فاندر لاين. ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن الرئيس الفرنسي كانت له الكثير من التصريحات السابقة التي انتقد فيها السياسة الأمريكية في تعاملها مع أوروبا والتي دائما ما تمارس سياسة السيّد والتابع، وتملي على أوروبا اتباع سياسة محدّدة تحقق مصالح أمريكا على حساب الدول الأوروبية.

وأضاف فارس: "خير مثال على ذلك هو العقوبات التي وقعت على روسيا بعد الأزمة الأوكرانية التي كانت كمن يطلق النار على قدميه.. فماكرون في ديسمبر الماضي وجّه تحذيرا شديد اللهجة إلى أوروبا من أنها ستصبح ضحية للتنافس التجاري بين واشنطن وبكين، واتهم الإجراءات التي اتخذها الرئيس بايدن بأنها عدوانية فيما يخص تعزيز الصناعات الأمريكية على حساب أوروبا وبأن هذه الإجراءات ستؤدي لا محالة إلى تفتيت الغرب."

وقال أستاذ العلاقات الدولية إن الرئيس الفرنسي اتهم شركات النفط والغاز الأمريكية ببيعه إلى أوروبا بأ4 أمثال سعر حصولهم على الغاز الروسي، ودعا في وقت سابق لإنشاء "جيش أوروبا الموحد" بعيدا عن الناتو وقال إن الناتو قد مات سريريا..

وتابع أستاذ العلاقات الدولية أن هذه التصريحات المتفرقة التي حدثت في الكثير من المناسبات تظهر لنا أن أوروبا لن تسير مغمضة العينين خلف أمريكا خاصة أن أوروبا شعرت بحجم الخطأ الاستراتيجي الذي اقترفته في السير خلف واشنطن فيما يخص روسيا سواء بإحداث فجوة كبيرة في العلاقات الأوروبية الروسية أو بتوقيع عقوبات اقتصادية كبيرة على روسيا كان المتضرر الأول منها الشعوب الأوروبية التي تعاني بشكل كبير الآن على كافة المستويات، وبالتالي فإن هذه التصريحات تظهر التحول الكبير من قبل أوروبا تجاه الاعتراف بأن الصين أصبحت قطبا مهما في العالم بالإضافة إلى روسيا وأمريكا.

أوروبا لن تخسر علاقتها مع الصين 

وأردف في هذا الجانب: "وبأن أوروبا لن تسير في نفس الاتجاه التي دفعتها فيه أمريكا لمواجهة روسيا ولن تخسر علاقتها مع الصين من أجل أمريكا التي أدرك الغرب أنها حليف غير موثوق به. أماالصين فهي الشريك التجاري الأول لأوروبا ولا يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي هناك إرادة سياسية أوروبية لإعادة ترتيب علاقتها معها."

فرنسا تبحث عن دور أكثر قوة 

وبناء على ذلك بحسب فارس، تكون الصين "همزة الوصل" في إعاده العلاقات الروسية الأوروبية لسابق عهدها بعدما انتهجت الولايات المتحدة سياسة عدائية تجاه روسيا بدافع الحقد التاريخي نحوها ومحاولة استمرار هيمنتها على كرسي رئاسة العالم بشكل منفرد، وبالتالي هذه الزيارة وما تضمنها من تصريحات هي رسالة واضحة بوجود عالم متعدد الأقطاب وبأن فرنسا تبحث عن دور أكثر قوة في النظام العالمي الجديد بعيدا عن الهيمنة الأمريكية التي أضعفت الاوروبي بشكل كبير، وبالتالي ترى في التقارب مع الصين مصلحة أكبر من استمرار تقاربها مع أمريكا.

المصدر: RT

القاهرة -  ناصر حاتم

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا