وكتب السياسي في قناته على "تيليغرام": "هل سيزداد الأمن لفنلندا؟ بالتأكيد لا.. حتى هناك من فهم أن روسيا ستضطر لاتخاذ إجراءات جوابية، وتعزيز وجودها العسكري"، وأضاف: "كلمة ستضطر، تعني أنه لم يتم التخطيط له، ولم يكن هناك أي تهديد".
وأضاف أن أوروبا لن تصبح بالتأكيد أكثر أمانا، بالنظر إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة في أوكرانيا مرتبط بحلف شمال الأطلسي.
وقال: "ستزيد الحدود بين روسيا والناتو، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة مخاطر وقوع حوادث خطيرة، ولن تكون هذه حوادث روسية – فنلندية بعد الآن، بل أسباب للتصعيد بين الأطراف النووية.. وكما كتبت بلومبرغ ذات مرة، فإن الأراضي الفنلندية تمثل كابوسا استراتيجيا، وستزيد قابلية تعرض الحلف لهجمات مستقبلية من موسكو".
وبحسب اعتقاد نائب رئيس مجلس الاتحاد، "من الناحية العملية لن يتغير الكثير، حيث أصبحت فنلندا شريكا رسميا في حلف شمال الأطلسي منذ عام 1994".
وقال كوساتشيف: "شاركت فنلندا في عملية التخطيط والتحليل التابعة لحلف الناتو، ومشاريع شراء الذخيرة والقذائف، وما إلى ذلك، ووفقا لخبراء الناتو، كانت فنلندا أكثر توافقا مع الحلف من بعض الأعضاء الفعليين".
وفي الوقت نفسه، شدد البرلماني على أن فنلندا ليس لديها سبب للشعور بالتهديد من روسيا، وقال: "لم تكن هناك إبادة جماعية روسية، ولم تكن هناك خطط للاستيلاء على الأراضي الروسية بالقوة، ولم تكن هناك أسلحة نووية ومواضيع أخرى من شأنها أن تثير قلق روسيا. فلماذا جلبت هلسنكي تهديدا استراتيجيا لنفسها؟.. السبب واحد، وهو نكاية بروسيا".
وأضاف كوساتشيف: "جاءت موافقة السكان على هذا العمل الطائش، على خلفية تعزيز واضح للمشاعر المعادية لروسيا".
ويعتقد نائب رئيس مجلس الاتحاد، أن هناك المزيد من الأسباب العالمية التي تدفع الدول الاسكندنافية إلى التطلع إلى الانضمام إلى "الناتو".
وقال: "تشير هذه الاتجاهات (بالتوازي مع الجهود المبذولة لإنشاء نظائر لحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ) إلى أن الغرب يتماسك على خلفية التهديدات الوجودية.. في الواقع، على خلفية صراع حتمي مع الأغلبية العالمية.. وفي هذا الصراع، على عكس أوكرانيا، الحياد غير مقبول - فالنظام المريح الذي خدم النظام العالمي غير العادل أحادي القطب بات مهددا".
وأضاف كوساتشيف، أن انضمام فنلندا إلى الحلف يؤكد مرة أخرى استنتاجات روسيا - "طالما ظل الناتو موجودا، فلن يكون هناك سلام سواء في أوروبا أو في العالم بأسره".
وخلص السياسي الروسي، إلى أن "إدراج فنلندا في الحلف نكاية بموسكو يضيف فقط مشكلة أخرى لأوروبا، حيث يقضي على آخر منطقة عازلة محايدة إلى حد ما بين الغرب وروسيا".
المصدر: تاس