مباشر

محلل سياسي لـRT: هكذا جعلت روسيا والصين مهاجمة إسرائيل وأمريكا لإيران مجرّد حلم!

تابعوا RT على
اعتبر المحلل السياسي عبد الحليم قنديل، في تصريح لـRT، أن استفادة إيران من مجمل التغيرات الدولية والإقليمية، جعلت افتراض هجوم إسرائيلي أو أمريكي إسرائيلي عليها مجرد "وعد معلّق".

وقال قنديل: "على مدى يفوق عشر سنوات كان يجري إعداد الخطط المفصلة لحرب ضد إيران بهدف إجهاض برنامجها النووي، ولكن من دون أن تقوم الحرب الشاملة الموعودة، وإن توالت ما تسمى المعارك بين الحروب، وفي صورة هجمات استنزاف للوجود الإيراني وجماعاته فى سوريا والعراق، أو اختراقات أمنية ومخابراتية و"سيبرانية" في الداخل الإيراني، وقتل لعلماء أو قصف لمنشآت، كانت طهران، في الوقت نفسه، ترد بدورها وتنتقم على طريقتها برا وبحرا، وتطوّر برامجها النووية والصاروخية وطائراتها المسيّرة".

ميديا وجبهة افتراضية

وأضاف: "قد نكون اليوم فى لحظة ترقب ساخنة، تدعمها تقارير وتسريبات تنشر فى "الميديا" الأمريكية، والجواب ظاهر من عنوانه، الذي تؤيده وتؤكده تدريبات ومناورات مشتركة بين القوات الأمريكية والجيش الإسرائيلي، بعد دمج إسرائيل من سنوات في تكوين ما يسمى "القيادة المركزية الأمريكية"، وتحت شعارات رائجة من نوع حماية أمن مداخل البحر الأحمر وبحر العرب، والتصدي لتحركات إيران العسكرية عند "مضيق هرمز"، لتمكين إسرائيل من إقامة علاقات عميقة متنوعة مع دول عربية على طول خط الجبهة الافتراضي وبما يمكن إسرائيل من إقامة نقاط ارتكاز على حافة الحدود الإيرانية".

ولفت قنديل إلى أن "مؤدى الصورة كلها فى العموم وبالتفاصيل، أن مسرح الحرب على إيران جاهز، ومنذ زمن، ويتم تحديثه وتنشيطه على الدوام، إلّا أن الأيام والحوادث أثبتت فشله في ردع إيران، التي طوّرت وسائل وأساليب مؤثرة في تخفيف أثر العقوبات من جهة، وفي الاستفادة من انسحاب واشنطن لتعميق برنامجها النووي، ومضاعفة نسب تخصيب اليورانيوم".

الدور الصيني والروسي

وتابع قائلا: "مع التغيرات المرئية في توازنات المسرح الدولي، التي يبرز فيها دور الصين وروسيا بمواجهة طغيان أمريكا والغرب، وطفرات التعاون العسكري والنووي بين طهران وموسكو بالذات، وهي تعين إيران على تطوبر سلاحها ودفاعها الجوي، بصفقة طائرات "سوـ 35"، وبصفقات أخرى، بينها تزويد إيران بمنظومة "إس ـ 400" فائقة الأثر في الدفاع الجوي، وهو ما يضاعف صعوبة إنفاذ خطط ضرب منشآت إيران المحصنة جبليا، وشن حرب مدمرة على إيران".

وفي السياق ذاته، بيّن قنديل أن مع افتراض شن الضربة الأمريكية الإسرائيلية المتصورة، وافتراض نجاحها في تحقيق هدفها المعلن، وهو افتراض جدلي تماما، قد لا يعني شيئا كثيرا، فالأهم في الموضوع النووي ليس المنشآت ولا المفاعلات وأجهزة الطرد المركزي، وإنما المعرفة النووية الهائلة التي اكتسبتها إيران، وهي العنصر الحاسم.

وأضاف: "ثم أنه لو جرت ضربة من هذا النوع، فسوف تبدو كمبرّر كاف بيد إيران لتسريع إنتاج قنابلها الذرية، وباعتبارها ضمان حماية وبوليصة تأمين ضرورى للنظام الإيراني، الذي سوف تزداد شعبيته، إن شنت إسرائيل وأمريكا ضربتها الموعودة، وبما يسهل على النظام تجاوز المآزق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي أشعلت انتفاضات غضب عارم  ضده، استمرت أحدثها لشهور، وحظيت بدعم أمريكي ظاهر وغربى وإسرائيلي مع أطراف أخرى."

حزب الله ليس متفرجا

وأردف قائلا: "من يتصور أن "حزب الله" في لبنان مثلا، قد تصمت صواريخه وتسكن طائراته المسيرة المتطورة، وقد صارت أكبر ترسانات السلاح فى المشرق العربى كله، في حال هوجمت إيران مصدر الدعم والتسليح والتصنيع الحربى الذاتي، وهو أكبر خطر تتحسب له إسرائيل، وقد لا تجدي في صده سلاسل صواريخ "باتريوت" الأمريكية المنصوبة فى دولة عربية مجاورة، ولا قباب إسرائيل الحديدية، التي ذابت تحصيناتها في معارك أصغر مع "حماس" و"الجهاد" فى حروب غزة، ناهيك عن خطورة الرد الإيراني المباشر على قواعد أمريكا الخليجية، وإشعال مناطق الخليج والشرق العربى جميعه".

وخلص قنديل إلى أن "جميع هذه الحسابات البالغة التعقيد، قد تدفع لتأجيل الضربة مع ألعاب المناورة الإيرانية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد تدفع الأطراف العربية المستعدة للمشاركة في الحملة الإيرانية إلى مراجعة حساباتها، وقد تحسن لنفسها إن فعلت بغير إبطاء، واتجهت لمعالجات أخرى، تفصل اعتباراتها الذاتية عن الخطط الأمريكية الإسرائيلية، فمن حقها التخوف من الخطر النووي الإيراني المحتمل، لكنّها تغفل عن الخطر النووي الإسرائيلي المتحقق بمئات القنابل".

المصدر: RT

القاهرة – ناصر حاتم

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا