وبعد احتلال القدس الشرقية في حرب 1967، هدمت إسرائيل حي المغاربة ولم يبق ما يذكر بتاريخه العربي في الساحة الواسعة التي تعج بالسياح والمصلين اليهود.
وفي يناير المنصرم، كشفت حفريات تهدف بحسب سلطة الآثار إلى تعزيز البنية التحتية وتثبيتها وتحسينها في الموقع عن بقايا منازل وأزقة تمثل أجزاء من حي المغاربة.
لكن بعد أيام قليلة، اكتشف صحفية في وكالة فرانس برس أن الحجارة جمعت وسويت مرة أخرى.
ويقول المؤرخ الفرنسي فينسينت لومير إن الاكتشافات تضمنت جدرانا يبلغ ارتفاعها مترا تقريبا وآثار طلاء وفناء مرصوفا بالحصى ونظاما لتصريف مياه الأمطار.
وأوضح لومير، الذي صدر له كتاب عن هدم الحي تحت عنوان "عند أقدام السور: حياة وموت حي المغاربة في القدس"، أنه "لم يتوقع أحد اكتشاف هذا العدد الكبير من بقايا حي المغاربة المحفوظة إلى هذا الحد".
وتابع قائلا: "كان بإمكاننا السير لبضع ساعات وسط حي المغاربة القديم في شوارعه وساحاته ومنازله".
وشيّد حي المغاربة، الذي كان محاذيا للحائط الغربي غرب باحات المسجد الأقصى، في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي للحجاج المسلمين من شمال إفريقيا.
ويرى مدير منظمة "عيميك شافيه" الإسرائيلية ألون أراد، الذي تحارب منظمته تسييس علم الآثار أن نوايا سلطة الآثار غامضة، أن الأنشطة الأثرية السابقة في البلدة القديمة ومحيطها تجعلهم يشعرون بقلق عميق.
وتشارك سلطة الآثار الإسرائيلية في العديد من الحفريات المثيرة للجدل في القدس الشرقية، وخاصة في حي سلوان الفلسطيني إلى الشمال من البلدة القديمة، والأنفاق أسفل الحائط الغربي.
وتم تحويل الأنفاق إلى متحف واسع يعرض أطلالا تعود للهيكل الثاني الذي دمره الرومان في العام 70 بعد الميلاد وأدى فتحها للعامة في العام 1996 إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين قتل خلالها أكثر من 80 شخصا.
ويرى الفلسطينيون أن تلك الحفريات تهدد أساسات المسجد الأقصى ومصلياته وباحاته.
ويوضح أراد أن أولوية سلطة الآثار تتمثل في إنشاء موقع أثري واسع يحتفي بالتراث اليهودي فقط في القدس.
ويتهم عالم الآثار السلطات الإسرائيلية بـ "إخفاء أي تراث أو انتماء ثقافي آخر" واستخدام الحفريات من أجل تهويد البلدة القديمة.
وعن بقايا حي المغاربة التي اكتشفت الشهر الماضي، تقول سلطة الآثار إنها حديثة جدا ولا يمكن اعتبارها آثارا، ومع ذلك أكدت أنها وثقتها وأنه سيتم نشر المعلومات المتعلقة بها في مجلة علمية.
ولم ترد سلطة الآثار على سؤال طرحته "فرانس برس" حول ما إذا تنوي عرض تلك الآثار المكتشفة للعامة أو وضعها في متحف.
المصدر: أ ف ب