وبحسب القائمين على تقرير "عالم بلا قوى عظمى"، فإن الفترة التاريخية المقبلة ستصاحبها صراعات و"وصدامات عسكرية محتملة للغاية، لا مفر منها في عملية تشكيل نظام دولي جديد". وفي مثل هذه الظروف، يصبح السؤال الأهم هو كيفية ضمان الأداء المتوازن للنظام الدولي، في غياب "الهيمنة والتسلسل الهرمي".
ويقول التقرير في هذا السياق إن "خصوصية اللحظة هي أن هيمنة القوة العظمى للولايات المتحدة وحلفائها، في الواقع، لم تعد تعمل، ولكن البنية التحتية العالمية بأكملها التي خدمتها باقية في مكانها. ونتيجة لذلك، تمت إقامة آلة قوية من أجل التوزيع "الصحيح" للفوائد (في مصلحة الدولة المهيمنة) و(مع ذلك) تعزيز التنمية، تحوّل إلى آلية لمعاقبة الطامحين إلى القوة العالمية أو ببساطة غير الراضين".
ويعتقد أصحاب التقرير أن "إساءة الاستخدام هذه تؤدي إلى تأكل متسارع للنظام، وتعيق احتمالات تحوله إلى شيء يتوافق مع العصر الجديد"، لافتين إلى أن "مجرد استبدال المشغل"، كما حدث في القرون السابقة، على سبيل المثال، الولايات المتحدة بدلا من بريطانيا، لن يساعد الآن.
من جهة، يمكن أن تصبح الصين نظريا مثل هذا المركز كما يعتقد مؤلفو التقرير، لكن هناك العديد من العقبات التي تحول دون ذلك.
وتقول الوثيقة بهذا الشأن: "أولا، لا ينوي القائد الحالي بشكل قاطع التنازل عن منصبه لبكين، والمنظومة بأكمله التي تحت سيطرته، المالية والاقتصادية في المقام الأول، توجه لمواجهة هذا الأمر. ثانيا، يبدو أن جمهورية الصين الشعبية ليست مستعدة على الإطلاق ولا تعتزم أن تحمل على عاتقها العبء والمخاطر. ثالثًا، وهو الأكثر أهمية، فقد تغير هيكل السياسة العالمية بحيث لا تقبل الدول المهمة ببساطة هيمنة أي طرف مهما كان".
ومع كل ذلك، يؤكد القائمون على التقرير أن "الحاجة إلى إعادة الهيكلة الدولية ماسة للغاية".
المصدر: نوفوستي