وأضافت الصحيفة أن الحكومة الكندية قامت بحجب معلومات بشأن مكان وجودها، بينما كانت الشرطة البريطانية تسرع البحث عنها دوليا.
وذكرت أن المخابرات الكندية لم تعلم بتجنيد بيغوم إلا بعد أربعة أيام من مغادرتها بريطانيا، عندما عبرت الحدود إلى سوريا.
وكانت بيغوم تلميذة تبلغ من العمر 15 عاما عندما سافرت مع اثنين من زملائها في أكاديمية بيثنال غرين من شرق لندن إلى سوريا عام 2015.
وأشارت إلى أن رجلا يدعى محمد الراشد التقى بها مع صديقاتها كاديزا سلطانة 16 سنة، وأميرة عباسي 15 سنة، في محطة حافلات بإسطنبول لتسهيل رحلتهن إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم "داعش".
وجاء هذا الادعاء في كتاب "The Secret History of the Five Eyes" بقلم ريتشارد كيرباج.
والعيون الخمسة هي شبكة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
ويقال إن راشد كان عميلا مزدوجا أطلع كندا على تفاصيل جواز سفر بيغوم وقام بتهريب العشرات من بريطانيا للقتال من أجل تنظيم "داعش".
وجُردت الفتاة من جنسيتها البريطانية، عام 2019، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، بعد أن غادرت المملكة المتحدة إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش"، في 2015، عندما كانت في سن 15 عاما.
وتوسلت بيغوم، العام الماضي، السماح لها بالعودة إلى بريطانيا، مؤكدة أنها لم ترتكب جريمة سوى "الحماقة".
وغادرت بيغوم في 2015 المملكة المتحدة مع صديقتين، وتزوجت هناك من متشدد في تنظيم "داعش"، من أصل هولندي، يكبرها بثماني سنوات.
وأرادت الشابة العودة إلى بلدها لتطلب استرداد جنسيتها البريطانية، لكن المحكمة العليا رفضت ذلك.
وقالت الشابة، البالغة حاليا 22 عاما، في مقابلة سابقة: "أنا على استعداد للمثول أمام القضاء ومواجهة الأشخاص الذين أطلقوا هذه المزاعم ودحضها لأنني أعلم أني لم أفعل شيئا في تنظيم "داعش" سوى أن أكون أما وزوجة".
وتعيش بيغوم حاليا في أحد معسكرات اللاجئين في شمال سوريا، يخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقد أنجبت ثلاثة أطفال ماتوا جميعا وهم صغار.
ومن المقرر أن تتقدم بيغوم بطلب جديد أمام لجنة استئناف الهجرة الخاصة في نوفمبر المقبل، وفق الغارديان.
وقال مؤلف الكتاب إن الشرطة البريطانية كانت قد علمت بدور عميل كندي مزدوج في تهريب الفتيات إلى خارج بريطانيا، بينما "التزمت كندا الصمت حيال هذه المزاعم، ولجأت إلى الشيء الوحيد الذي يحمي جميع وكالات الاستخبارات، بما في ذلك تلك الموجودة في العيون الخمس، من الإحراج المحتمل: السرية".
وقال كيرباج لصحيفة "غارديان": "لقد تستر الكنديون على هذا الأمر لمدة سبع سنوات"، وأضاف: "أعتقد أن التستر أسوأ من الجريمة من نواح كثيرة هنا لأنك تتوقع من وكالات الاستخبارات البشرية تجنيد أعضاء الجماعات الإجرامية والجماعات الإرهابية".
وقال كرباج: "أعتقد أنهم شعروا أنه من الأفضل عدم مناقشة هذا لأنه لايزال هناك رهائن بريطانيون وغربيون آخرون في أراضي "داعش"... كان هناك قلق من أنهم في نفس الوقت الذي يحاولون فيه الوصول إلى التنظيم، إذا علم عناصر التنظيم أن أحدهم قد انكشف أمره، وكان يعمل في الاستخبارات الكندية، فإن ذلك قد يجلعهم يشعرون بالذعر ويقطعون الرؤوس".
وقالت تسنيمي أكونجي، محامية عائلة بيغوم، إن الراشد بصفته أحد أصول الاستخبارات الغربية كان "شخصا من المفترض أن يكون حليفا، يحمي شعبنا، بدلا من الاتجار بالأطفال البريطانيين في منطقة حرب".
وأضافت: "يبدو أن جمع المعلومات الاستخباراتية قد حظي بالأولوية على حساب حياة الأطفال".
ويزعم الكتاب أنه في عام 2013، قبل عامين من نقل الفتيات إلى سوريا، ذهب الراشد إلى السفارة الكندية في الأردن لتقديم طلب لجوء، وأبلغته كندا أنه قد يحصل على جنسيتها إذا جمع معلومات عن أنشطة "داعش".
وقال إنه التقط صورا لجوازات سفر أولئك الذين هربهم إلى التنظيم، بحجة الحاجة إلى بطاقات هوية لشراء تذاكر سفر، لكنه أرسلها إلى عميل في جهاز الاستخبارات الكندية بسفارتها في الأردن.
وذكرت الصحيفة أن السلطات التركية اعتقله بعد أيام من تسهيل رحلة "عروس داعش" وصديقتيها، وأنه أبلغ السلطات أنه جمع معلومات عن كل من ساعدهم لمشاركتها مع السفارة الكندية في الأردن.
وفي حديثها عن راشد، قالت بيغوم في بودكاست على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من المقرر أن يتم بثه قريبا: "لقد نظم الرحلة بأكملها من تركيا إلى سوريا.. لا أعتقد أن أي شخص كان سيتمكن من الوصول إلى سوريا دون مساعدة المهربين".
وصرحت "لقد ساعد الكثير من الأشخاص على القدوم.. كنا نفعل كل ما يطلب منا القيام به لأنه يعرف كل شيء، ولم نكن نعرف أي شيء".
ولم يعلق متحدث باسم الحكومة الكندية على هذه المزاعم، فيما قال متحدث باسم حكومة المملكة المتحدة: "إن سياستنا طويلة الأمد هي عدم التعليق على الاستخبارات العملياتية أو المسائل الأمنية".
المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية