"دبلوماسية الأزرار".. بلينكن لا ينظر ولافروف لا ينتظر

جاء ذلك ضمن تصريحات الوزير الروسي خلال حضوره اجتماعات وزراء الخارجية لدول ASEAN في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، وقال لافروف: "هناك قناة خاصة اتفق عليها الرئيسان (الروسي والأمريكي)، وبصرف النظر عما يقوله أي مسؤول علانية، تظل هذه القناة هي الأداة الفاعلة. وإذا قرر الأمريكيون اللجوء مرة أخرى إلى الدبلوماسية الإعلامية، وإصدار تصريحات صاخبة، بشأن أنهم الآن سوف يتخذون إجراءات ما، فذلك شأنهم، أو دعنا نقول، مشكلتهم".

كما أشار لافروف إلى أن الأمريكيين "غير قادرين على تحمل العمل الهادئ والمهني في عدد من القضايا"، مؤكدا على أنه كان يجلس بالقرب من بلينكن أثناء الاجتماعات، إلا أنه لم يشهد أي رغبة من نظيره الأمريكي، لدعوته للحديث، لما يبدو أن "التعليمات لم تصدر له من كيربي" (المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي)، وقال لافروف مداعبا: "لم يمسك أحد بي من أي مكان" في إشارة لما صرح به جون كيربي من قبل بأن بلينكن سوف "يمسك بلافروف من زر قميصه" إذا ما اقتضى الأمر.

وقد أطلق ذلك التعبير المجازي سيلا من التعليقات، لعل أبرزها ما صرحت به المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في منشور لها بقناتها الخاصة على تطبيق "تلغرام"، حيث اقترحت أن يحاول الجانب الأمريكي الإمساك بلافروف من "ربطة عنقه" أو من "سرواله"، لكن الأبرز في تعليقات زاخاروفا كان استعانتها بمقطع فيديو لفنان الشعب السوفيتي، أركادي رايكين (1911-1987)، حين تحدث عن زر القميص، الذي ذهب لشرائه ليجد مصنعا خياليا يعمل فيه 100 عامل كل في تخصصه الدقيق، بينما تخصص أحدهم فقط في "الأزرار".

وقالت زاخاروفا أن الإدارة الأمريكية اليوم تعج بالمسؤولين الذين يعمل كل منهم على حدة في صميم تخصصه الدقيق فحسب. مضيفة أنها "تخاف أن يكون تخصص البيت الأبيض الآن هو الأزرار فقط".

كذلك نشرت إحدى القنوات على "تلغرام" مقطع فيديو من زاوية التقط فيها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بينما يظهر في جانب الصورة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ويبدو لافروف منهمكا بكتابة ملاحظات ما، بينما لا ينظر نحوه بلينكن، وتبدو عليه ملامح توتر ما.

وتواجه بريتني غرينر، لاعبة كرة السلة الأمريكية، حكما بالسجن تسع سنوات في روسيا، بعد أن احتجزت في فبراير الماضي، في مطار "شيريميتيفو" بموسكو وبحوزتها زيت الحشيش، حيث اعتبرت المحكمة حيازة المخدرات كانت بهدف التهريب. كما يقضي المواطن الأمريكي، بول ويلان، فترة حكم في روسيا، حيث حكم عليه بـ 16 عاما في قضية تجسس. ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية فإن واشنطن تعرض على موسكو مبادلتهما بالمواطن الروسي، فيكتور بوت، الذي أدين في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نيته القيام بتجارة الأسلحة بشكل غير قانوني، بينما يقال إن روسيا تطالب بمواطن آخر إلى جانب بوت. وكان لافروف قد حث في وقت سابق نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، بالانخراط في "دبلوماسية هادئة" بدلا من مناقشة الأمر علانية.

المصدر: تلغرام