وفي مقابلة مع صحيفة "The American Conservative"، أكد دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق في البنتاغون في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن السلطات الأمريكية لا تتعلم شيئا ولا تتذكر أي شيء، وأن الرئيس الحالي جو بايدن وقيادة الحزب الديمقراطي في واشنطن تعمل بنفسها على تعزيز الهيمنة الأمريكية على كوكبة القوى الاقتصادية الرائدة في العالم بمنطقة أوراسيا، المتمثلة في روسيا والصين والهند واليابان ووسط وجنوب شرق آسيا.
ويرصد ماكغريغور أن "وسائل الإعلام الغربية تظهر باستمرار القادة الروس والجيش الروسي في صورة غير مواتية، ويبدو أن بايدن يستغل أي أسطورة تتناسب مع خطابه. ومع ذلك، فإن تجاهل الأسباب الحقيقية للوضع الحالي والمتمثل في توسع الناتو إلى الشرق على حساب أوكرانيا، لن ينجح في تغيير الواقع الاستراتيجي".
ويمضي في القول: "بالنظر إلى قرب أوكرانيا لها، تتمتع موسكو فعليا بميزة قدرة الوصول غير المحدودة إلى احتياطيات القوة العسكرية والمعدات والقوة النارية". ويخلص ماكغريغور إلى أنه "مع كل النوايا المتمثلة في تجنب الأضرار الجانبية غير الضرورية التي تلحق بالسكان والبنية التحتية لأوكرانيا، يمكن للقوات الفضائية الجوية الروسية والقوات البرية أن تكتسح المقاومة (الأوكرانية) بطريقة منهجية ودقيقة".
وكانت موسكو، في نهاية العام الماضي، على خلفية تدهور العلاقات مع الغرب وتفاقم الوضع حول أوكرانيا، قد سلمت مسودات وثائق بشأن الضمانات الأمنية إلى بروكسل وواشنطن.
وفي تلك الوثائق يصر الكرملين على ضرورة إنهاء التعاون العسكري للناتو مع دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، ورفض إقامة قواعد له على أراضي تلك الدول، والحد من نشر الأسلحة الهجومية بالقرب من الحدود الروسية، وإزالة الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا، وعدم توسيع الناتو إلى الشرق.
وفي 26 يناير، تلقت روسيا ردا مكتوبا على تلك المطالب، تجاهل الشركاء الغربيون فيه جميع النقاط الرئيسة. وتعتقد موسكو أن موقف واشنطن وبروكسل يتعارض مع التزامات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن عدم قابلية الأمن للتجزئة، حيث تدافع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن مصالحهما على حساب الآخرين.
وأطلقت روسيا يوم 24 فبراير الماضي عملية عسكرية خاصة لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا. وحدد فلاديمير بوتين هدفها بـ "حماية الأشخاص الذين تعرضوا للازدراء والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات".
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات المسلحة الروسية تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية، وحتى 25 مارس، أكملت المهام الرئيسة للمرحلة الأولى، وتم تخفيض القدرة القتالية لأوكرانيا بشكل كبير، فيما كان الهدف الرئيس للعملية العسكرية الروسية الخاصة يتمثل في تحرير دونباس.
المصدر: نوفوستي