وذكر لافروف في مقابلة حصرية أجرتها معه اليوم الأربعاء شبكة RT، أن الادعاءات القاضية بأن المبادرات الروسية بشأن وضع نظام ضمانات أمنية مع الناتو وواشنطن لخفض التوترات في أوروبا لم تتلق إلا التجاهل من قبل الغرب غير صحيحة على الرغم من التصريحات "غير المناسبة" التي تأتي على لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
ووصف الوزير رد الأمريكيين على المبادرات الروسية الجديدة بأنه "مهني"، قائلا: "جرت سلسلة اتصالات على مستوى المساعدين المعنيين بالشؤون الخارجية لرئيسي روسيا والولايات المتحدة، وخلال الاتصال الأخير تم تنسيق النواحي التنظيمية للعمل المستقبلي، وتم الاتفاق على أن الجولة الأولى من المباحثات ستجري أوائل العام القادم بين مفاوضين روس وأمريكيين وقد تم تحديد أسمائهم وهي مقبولة لكلا الطرفين".
وأضاف لافروف أن موسكو تنوي في يناير القادم أيضا تفعيل منصة تفاوضية لمناقشة المقترحات الروسية بشأن إبرام اتفاقية أمنية مع الناتو، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هذا الموضوع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني الجديد أولاف شولتس مؤخرا وأكد لهما أن موسكو ستطرح مسألة الضمانات الأمنية على النقاش ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتابع: "هكذا تتبلور هناك ثلاثة اتجاهات للحوار، ويبدو لي أن هناك توافقا بين موسكو وواشنطن على الأقل بشأن ضرورة تفعيلها، ولا أر أي سبب يتناقض مع مصالح أي دولة أخرى في منطقتنا المشتركة".
ولفت الوزير إلى أن الأمريكيين أبدوا استعدادهم لمناقشة مجموعة من مباعث القلق المطروحة في الاقتراحات الروسية ووصفوا نقاطا أخرى بأنه "غير مقبولة"، كما قالوا إن لديهم مباعث قلق خاصة بهم.
وتابع: "نحن مستعدون للنظر فيها (مباعث القلق الأمريكية)، لكنه لم يتم إطلاعنا عليها بعد. ورغم التفاهم بشأن النواحي التنظيمية، هناك الكثير مما يتعين القيام به فيما يخص مضمون المباحثات، وسبق أن ذكر الرئيس أن هذا العمل لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن التهديدات تتصاعد حولنا باستمرار خلال العقود الأخيرة، وتقترب البنى التحتية الخاصة بالناتو من حدودنا بشكل مباشر، وتعرضنا للخداع مرارا ابتداء من وعود شفهية وصولا إلى التزامات سياسية مطروحة في اتفاقية روسيا-الناتو الأساسية، ولذلك نصر هذه المرة، كما قال الرئيس بوتين، على ضرورة تقديم ضمانات قانونية إلزامية".
وشدد لافروف على أن حزمة من المبادئ التي تم توقيعها على أعلى مستوى بصفة التزامات سياسية تشكل حجر الأساس لنظام الأمن اليورواطلسي، بما فيها مبدأ الأمن المتساوي وغير المجزأ الذي ينص على أنه لا يجوز لأي من دول المنطقة اليورواطلسية أو لأي من أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعزيز أمنه على حساب الآخرين.
المصدر: RT