وأشار شويغو اليوم الأربعاء، في كلمته خلال الدورة التاسعة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي، إلى أن نزعة تشكيل تحالفات دولية والتفريق بين الحلفاء والأعداء تستبدل حاليا قضايا محاربة الإرهاب على رأس الأجندة الدولية.
وتطرق الوزير في هذا الصدد إلى سياسات حلف الناتو، مشددا على أن قمته الأخيرة التي انعقدت في بروكسل في 14 يونيو أكدت تحوله من حلف إقليمي إلى حلف عسكري-سياسي عالمي يكمن هدفه الرئيسي في ردع روسيا والصين.
وأشار شويغو إلى تعزز نزعة استخدام الضغط الاقتصادي والقوة، بما يشمل عقوبات وشن حملات تضليل وتدبير حوادث عسكرية، لإجبار دول ذات سيادة على تغيير سياساتها، مشيرا إلى أن هذه النزعة تتبلور أكثر مما في أي مكان آخر في جنوب شرقي آسيا حيث تواجه دول المنطقة ضغوطا رامية إلى إجبارها على إنشاء هياكل مماثلة للناتو، بالتزامن مع تكثيف حلف شمال الأطلسي أنشطته في المنطقة ومشاركة قوات تابعة له في مناورات إقليمية.
وحذر شويغو من أن بعض الدول تشكل ضمن قواتها المسلحة قيادات خاصة بوضع خطط وتنفيذ عمليات هجومية في الفضاء والمجال السيبراني، قائلا: "ينزلق العالم بسرعة إلى نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، ويدرك العسكريون في العالم حاليا أكثر من أي وقت مضى وبشكل أفضل من أي مجموعة مهنية أخرى أن الحرب هي كارثة".
شويغو: الوضع الأمني في أوروبا قابل للانفجار
ووصف شويغو الوضع الحالي في أوروبا بأنه "قابل للانفجار ويتطلب خطوات محددة لتخفيف التوترات"، محذرا من أن زيادة دول حلف الناتو إنفاقها في المجال العسكري تعزز نزعة تشديد المواجهة العسكرية في القارة العجوز للسنوات القادمة.
وذكّر الوزير بأن روسيا قد عرضت سلسلة إجراءات لتخفيف التوترات، بما يشمل التخلي عن خطط إجراء أي تدريبات عسكرية قرب نقاط التماس ومبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتنسيق مجموعة إجراءات لزيادة الشفافية بهدف استعادة الثقة وتخفيف مباعث القلق المتبادلة بين الطرفين.
وحذر شويغو من أن بعض الدول الأوروبية مهتمة بتصعيد النزاع مع روسيا، ولفت إلى أن كيفية تطور الوضع الأمني في أوروبا، لا سيما في ما يخص الرقابة على التسلح، تتوقف إلى حد كبير على مواقف الولايات المتحدة.
وأضاف أن لقاء القمة الذي عقد مؤخرا بين بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن أكد أهمية استئناف الحوار الاستراتيجي بين الدولتين لحل المسائل الكثيرة المتراكمة.
شويغو: معالجة الوضع في أفغانستان تتطلب إجراءات عاجلة
وحذر شويغو من خطورة الوضع في أفغانستان، مشيرا إلى أن حلف الناتو خلال تواجده في هذا البلد على مدى 20 عاما أخفق في تحقيق أي نتيجة ملموسة في تشكيل مؤسسات الدولة الراسخة.
وتابع: "من المتوقع مع الدرجة العالية من الاحتمالية أن تستأنف الحرب الأهلية في أفغانستان بعد انسحاب قوات الناتو، مع ما يجلبه ذلك من التبعات السلمية، منها استمرار تدهور مستوى معيشة الناس والهجرة الجماعية وامتداد التطرف إلى دول مجاورة".
وشدد الوزير على أن الجانب الروسي خلال فترة تواجد قوات الناتو في أفغانستان دعا مرارا إلى تكثيف الجهود وتبني سياسة منسقة في هذا الموضوع، مضيفا: "غير أن كراهية الروس الخاصة بالحلف تجاوزت برغماتيته، واليوم يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الوضع في البلاد".
وأكد شويغو ضرورة الاستعانة بإمكانات منظمة شنغهاي للتعاون لإحراز تقدم في هذه المسألة، محذرا من أنه "لا يمكن حل العقدة الأفغانية دون التعاون مع إسلام آباد وطهران".
المصدر: RT + "نوفوستي"