وقال المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، في تصريحات أدلى بها قبل الاجتماع غير الرسمي المنعقد اليوم الخميس في العاصمة البرتغالية: "سنناقش ملف بيلاروس بالتأكيد، وبعد يومين فقط من تبني زعماء الاتحاد الأوروبي قرارات مهمة بشأن بيلاروس، ننوي مناقشة سبل تنفيذ قرار الانتقال إلى عقوبات اقتصادية وقطاعية بحق بيلاروس، وستكون هذه نقطة مهمة ضمن أجندة اجتماعنا".
وأشار بوريل إلى أن اجتماع اليوم لن يتوج بتبني أي قرارات بهذا الشأن لكونه يحمل الطابع غير الرسمي، لكن دول الاتحاد ستبدأ فيه بمناقشة الانتقال من عقوبات شخصية مركزة إلى عقوبات اقتصادية وقطاعية ضد بيلاروس على المستوى التقني، إنفاذا لقرار المجلس الأوروبي، وستصدر بناء على نتائج اللقاء توجيهات إلى خبرائها التقنيين بهدف بدء العمل على إعداد عقوبات جديدة.
وأوضح المفوض الأوروبي أن الاتحاد يناقش إمكانية فرض عقوبات على قطاعين في بيلاروس، وهما صادرات أسمدة البوتاسيوم ونقل الغاز الروسي عبر أراضي البلاد.
بدوره أكد وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن على ضرورة أن تتركز أي عقوبات جديدة ضد مينسك على قطاع أسمدة البوتاسيوم، موضحا أن بيلاروس تعد من أكبر منتجي هذه الأسمدة على مستوى العالم وستكون أي إجراءات عقابية من هذا النوع مؤلمة للغاية بالنسبة لحكومة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بأن دول الاتحاد لن تكتفي هذه المرة بإجراءات عقابية صغيرة، بل ستسعى بعقوباتها الجديدة إلى استهداف البنى الاقتصادية والمعاملات المالية لبيلاروس بشكل ملموس، فيما أكد وزير خارجية ليتوانيا، غابرييليوس لاندسبرغيس، أن العقوبات الجديدة قد تطال القطاع النفطي.
في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أنه من السابق لأوانه الحديث عن القطاعات الاقتصادية في بيلاروس التي قد تضربها العقوبات الجديدة، مقرا في الوقت نفسه بأن تطبيق سياسة العقوبات بحق مينسك قد انطلق.
وقال أثناء مؤتمر صحفي في بروكسل: "أعلنا عن قرارات مبدئية بشأن العقوبات، وتطبيقها قد انطلق، وتم تفعيل العديد من الآليات. الحديث يدور الآن عن عقوبات قطاعية وستناقش هذه المسائل ضمن صيغ مناسبة".
وقرر زعماء الاتحاد الأوروبي في قمتهم التي عقدت في 24 مايو حظر تحليق طائرات الركاب البيلاروسية عبر المجال الجوي الأوروبي، ونصحت شركات الطيران الأوروبية بالامتناع عن تسيير رحلاتها عبر أجواء بيلاروس.
كما دعا زعماء الاتحاد إلى تبني عقوبات جديدة ضد بيلاروس بأسرع وقت ممكن، على خلفية الحادثة التي وقعت في 23 مايو، إذ اضطرت طائرة ركاب تابعة لشركة "ريان إير" إلى الهبوط في مطار مينسك خلال تنفيذها رحلة من أثينا إلى فيلنوس.
واعتقلت السلطات البيلاروسية عقب هبوط الطائرة الناشط والمدون المعارض المقيم في الخارج، رومان بروتاسيفيتش، وهو مؤسس قناة Nexta الإخبارية في "تيليغرام" التي كانت من أبرز وسائل الإعلام المعارضة العاملة على تغطية الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها بيلاروس العام الماضي.
وأعلنت السلطات البيلاروسية أن طاقم الطائرة طلب بنفسه السماح للرحلة بالهبوط في مينسك بعد تلقي بلاغ عن وجود قنبلة على متنها، لكن "ريان إير" نفت صحة هذه التصريحات، فيما اتهمت الدول الغربية بيلاروس بإجبار الطائرة على الهبوط واحتجازها على مدى عدة ساعات.
المصدر: RT + "رويترز" + "نوفوستي"