جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كابولوف في مقابلة أجرتها معه وكالة "تاس" الإخبارية الروسية، اليوم الثلاثاء، بمناسبة مرور 100 سنة على توقيع معاهدة السلام بين موسكو وكابل.
وتابع الدبلوماسي أن روسيا تتعاون مع شركائها الدوليين في إعداد اللقاء، موضحا أن الحديث يدور عن اجتماع جديد لدول "الثلاثية" المعنية بالتسوية في أفغانستان (روسيا، الولايات المتحدة، الصين)، بمشاركة باكستان وربما إيران. وأكد كابولوف أن موسكو تعول على إمكانية عقد مثل هذا اللقاء "في المستقبل القريب".
موسكو بديلا للدوحة؟
ولم يستبعد كابولوف أن تحل موسكو في المستقبل محل العاصمة القطرية الدوحة كساحة لإجراء إحدى الجولات من المفاوضات الأفغانية الأفغانية، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات الجارية في الدوحة حاليا لا تزال تعيش جمودا. ودعا الدبلوماسي الروسي بهذا الصدد الطرفين المتفاوضين إلى مرونة وتنازلات متبادلة "بهدف الدفع بالحوار الوطني السلمي"، مشددا على أن القرار بشأن تغيير مكان المفاوضات يعود إلى طرفيها لا غير.
وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمر، في مقابلة مع "تاس"، استعداد كابل لنقل المفاوضات مع حركة "طالبان" إلى عاصمة أخرى، بما في ذلك إلى موسكو.
وذكر كابولوف إن موسكو لا تستبعد حدوث تغيرات في سياسة واشنطن إزاء أفغانستان مع وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، مع أنه أعرب عن أمل روسيا في تتمسك الولايات المتحدة و"طالبان" بالاتفاق الموقع بينهما في الدوحة في 29 فبراير 2020. وأضاف أن موسكو تعتبر توقيع هذا الاتفاق "مرحلة هامة في الطريق إلى التسوية السلمية في أفغانستان". في الوقت نفسه، عبر المبعوث الروسي عن شكوكه في إمكانية أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بالكامل بحلول شهر مايو، تنفيذا لاتفاق الدوحة، معتبرا هذه العملية "شبه مستحيلة من وجهة النظر التقني".
دور القوات الأمريكية
وأشار كابولوف إلى أن دعوة موسكو لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان لا تتناقض مع تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن وجود هذه القوات في أفغانستان في الوقت الراهن عامل من عوامل الاستقرار في البلاد.
وأوضح الدبلوماسي أن وجود العسكريين الأمريكيين في أفغانستان يمثل رادعا من انهيار الوضع الأمني في البلاد في ظروف ضعف قوات الأمن الأفغانية، غير أن بقاء هذه القوات يمثل عاملا مزعجا رئيسا بالنسبة للمعارضة المسلحة، وبالتالي عائقا في طريق التوصل إلى المصالحة الوطنية الضرورية لإقامة مؤسسة أمنية موحدة كفيلة بأداء واجباتها في مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات، وفقا لكابولوف.
المصدر: تاس