وقال ريش، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية نشر اليوم الثلاثاء، إنه تمكن من جمع معطيات لم يتم أخذها بعين الاعتبار في التصريحات الأخيرة الصادرة في يونيو الماضي عن لجنة التحقيق المشتركة المعنية بكارثة الطائرة الماليزية.
وأوضح أنه أصر على عملية تسليم علنية للمعلومات حيث سبق أن تلقى تهديدات ويشعر بخوف على حياته، لكن هذا الشرط لم توافق النيابة الهولندية على تلبيته، الأمر الذي دفع ريش إلى نشر رسالة مفتوحة موجهة إلى لجنة التحقيق المشتركة والنائب العام الهولندي، فريد ويستيربيكيه، وذلك على موقع شركته "Wifka" للتحقيقات.
وذكر ريش في نص الرسالة أن الأدلة، التي تمكن من جمعها، تشمل "تسجيلات صوتية وثقتها الاستخبارات بشأن حركة الطيران في 17 يوليو 2014 (يوم وقوع الكارثة) عبر المقاتلات ونقاط مراقبة حركة الملاحة الجوية للجيش الأوكراني و (قوات الدفاع الشعبي في دونباس)، ومحادثات هاتفية للجيش الأوكراني، تسجيلات صوتية تابعة للاستخبارات والعسكريين الأوكرانيين حول الرحلة الجوية التي قام بها في 17 يوليو 2014 الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين (الذي كان في هذا اليوم عائدا من البرازيل إلى موسكو) قبل وبعد التحطم، وتسجيلات لنقاط مراقبة حركة الملاحة الجوية بعد تلقي المعلومات عن الحادث، وتسجيلات صوتية بما في ذلك تابعة للاستخبارات حول تحركات عسكرية ذات صلة من قبل كل من قوات دونباس والأوكرانيين على مدار عدة أسابيع قبل وبعد الكارثة، وملاحظات مدونة وتسجيلات صوتية خاصة لطيارين في المقاتلات متعلقة بالحادث".
وأفاد ريش في الرسالة بأنه على استعداد لتسليم النيابة الهولندية معلومات حول مصدر هذه المعلومات، الذي حصل على 15.5 مليون نقدا بعملات الدولار واليورو والفرنك السويسري، واسم المؤسسة التي كان يعمل فيها، وتقديرات لهذه المعلومات من قبل أطراف مطلعة مهمة أخرى، ووثائق سرية لسياسيين وعسكريين رفيعي المستوى، إضافة إلى ملاحظات مدونة للاستخبارات حول الحادث.
وشدد المحقق الألماني الخاص على أن كل هذه المعطيات لم يتم إدراجها في قاعدة الأدلة للجنة التحقيق المشتركة في كارثة "MH17".
وقالت النيابة الهولندية، في رسالة بعثتها لريش ردا على اقتراحه، إنها "أخذت بعين الاعتبار" هذه المبادرة، لكن الشروط التي طرحها المحقق "غير عادية جدا وقد تضر عملية التحقيق حيث تنص على أن يتم النظر في هذه الأدلة من قبل وسائل الإعلام وأطراف أخرى قبل دراستها (من قبل لجنة التحقيق المشتركة)"، فيما أوصته بالتوجه إلى السلطات الألمانية بالمعلومات التي جمعها.
ويعمل ريش على التحقيق في كارثة "MH17" منذ 2014، حسب معلومات تم نشرها على موقع شركته، ولم يكشف المحقق عن هوية الطرف الذي طلب منه تحديد ملابسات الحادث، لكنه أوضح أن المكافأة مقابل هذا العمل تبلغ 47 مليون دولار، بينها 30 مليونا تم عرضها في البداية و17 مليونا لاحقا.
وفي العام 2015 توجه إليه شخص قال إنه امتلك معلومات مهمة حول الكارثة، وطلب مكافأة قدرها 15.5 مليون بعملات الدولار واليورو والفرنك والسويسري نقدا، وبعد مرور حوالي عام من هذا التطور ألزمت النيابة الألمانية ريش بالمشاركة في تحقيق جنائي حول "جريمة عسكرية" بصفة شاهد، لتقوم بعد ذلك النيابة السويسرية، وبطلب من السلطات الهولندية، بفتح صندوق خاص له في مصرف قال إنه تضمن وثائق مهمة.
ولفت المحقق الألماني إلى أنه كان يعرض على النيابة الهولندية التعاون لتسليم المعلومات، التي جمعها، بطريقة لا تعرضه للخطر، مضيفا أن الوثائق التي تمت مصادرتها لم تجر إعادتها إليه.
وتحطمت طائرة "بوينغ-777" الماليزية، التي كانت تنفذ الرحلة رقم "MH17" من أمستردام إلى كوالالمبور، في 17 يوليو عام 2014 في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وسط احتدام المواجهات العسكرية بين الجيش الأوكراني ومقاتلي جمهورية دونتيسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، في كارثة أسفرت عن مقتل 298 شخصا معظمهم هولنديون.
ويحقق فريق خبراء من هولندا وأستراليا وماليزيا وبلجيكا وأوكرانيا في القضية، وسبق أن زعم يوم 24 مايو 2018 أن الطائرة قد تكون أسقطت بواسطة راجمة صواريخ من صناعة روسية، الأمر الذي نفته موسكو قطعيا.
المصدر: نوفوستي