وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، يوم الثلاثاء، إلى أن الموقف الإسرائيلي الرسمي إزاء التصعيد الأخير في الخليج بين واشنطن وطهران، هو أن هذا الموضوع لا يخص الدولة العبرية إطلاقا، لكن القلق محسوس وراء الكواليس على مستوى غير رسمي، إذ تدرك تل أبيب أن استمرار التصعيد يهدد الملاحة من وإلى موانئها.
ولفتت الصحيفة إلى ثلاثة أسماء، تركز عليها تقارير حول مستجدات الوضع يتسلمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسؤولون الاستخباراتيون الإسرائيليون من الولايات المتحدة ودول أخرى، وهي مضيقا باب المندب وهرمز وقناة السويس.
وخلصت الصحيفة إلى أن إغلاقها سيشكل "خطرا بكل معاني الكلمة لا يقل عن التهديدات المباشرة التي تواجهها إسرائيل من قبل إيران و(حزب الله)، لكن رأس الحربة ليس في صاروخ هذه المرة".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الممرات الاستراتيجية لا بديل عنها، إذ يمر عبرها نحو 22% من الوقود على مستوى العالم سنويا. أما بخصوص إسرائيل، فإن 90% من وارداتها وصادراتها تمر عبر البحر، وتمر نسبة 12% منها عبر باب المندب، بما في ذلك الحركة التجارية بين الدولة العبرية ودول الشرق بأكملها، وكل الواردات من الصين تقريبا، ويدور الحديث إجمالا عن سلع تقدر قيمتها بنحو 15 مليار دولار سنويا.
وحذرت الصحيفة من أن إسرائيل ستضطر على أي حال إلى دفع الثمن في حال إغلاق هذه الممرات، وسيكون من الصعب للغاية بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي التعامل مع هذا الوضع، لا سيما إذا استمر طويلا.
وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أغسطس العام الماضي، أن طهران إذا أقدمت على إغلاق باب المندب، ستواجه تحالفا دوليا ستنضم إليه تل أبيب بكل أسلحتها، يدق مسؤولون أمنيون وعسكريون إسرائيليون سابقون، حسب الصحيفة، ناقوس الخطر بشأن نقص استراتيجية بحرية عامة لدى الدولة العبرية للتعامل مع التحديات في الظروف المتغيرة.
وأشار رئيس مركز حيفا للسياسة والاستراتيجية البحرية، الجنرال شاؤول حوريف، وهو القائد السابق لسرب غواصات وزوارق قذائف في الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشر شهر يناير الماضي، أشار إلى ضرورة أن يعزز نتنياهو ردود أفعاله على التهديدات الإيرانية باستراتيجية بحرية شاملة، ستتيح لتل أبيب التعامل مع أي خطر ضمن إطار تحالف يضم قوات غربية أو بشكل مستقل.
وأوضح مسؤولون ومحللون للصحيفة أن البحرية الإسرائيلية لم تفهم بعد ضرورة التغير انطلاقا من مقتضيات الظروف الجديدة ولم تتوصل إلا على الورق إلى ضرورة حماية اقتصاد البلاد من خلال حماية الطرق البحرية الرئيسة التي تستخدمها، الأمر الذي أدركته القوات البحرية في مصر والسعودية والهند وغيرها من الدول.
في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن لدى إيران أسطولان حربيان أحدهما تابع لقواتها المسلحة والثاني لـ "الحرس الثوري"، وتبذل الجمهورية الإسلامية جهودا ملموسة من أجل تطوير هذه القوة، مضيفة أنه إذا أقدمت طهران على إغلاق باب المندب، فإنها قد تعول أيضا على القوات البحرية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التي تضم على وجه الخصوص زوارق مسيرة مفخخة.
المصدر: هآرتس