وقال الباحث ولفرام شلينكر من جامعة كولومبيا في نيويورك إن "الاحتباس الحراري سيؤدي إلى تدفق نوع جديد من الهجرة إلى أوروبا بسبب ارتفاع الحرارة والجفاف في أفقر بلدان العالم مما سيرفع أيضا نسبة هجرة (لاجئي المناخ) من جميع أنحاء العالم إلى ثلاثة مرات".
ففي السنوات الأخيرة، عبر العلماء عن قلقهم البالغ من تأثير المناخ على هجرة الناس اليوم، التي أثرت على تاريخ البشرية في الماضي. فعلى سبيل المثال، يعتقد بعض علماء المناخ أن الصراع الحديث في الشرق الأوسط اندلع عام 2009 بسبب الجفاف، وأن الحروب في أمريكا اللاتينية في فترة ما قبل كولومبوس كانت مرتبطة بظاهرة النينيو المناخية وخسارة المحاصيل الزراعية.
ويظهر تحليل المناخ في أوروبا في العصور القديمية والوسطى، كيف أدى الاحتباس الحراري وموجات البرد المرافقة له إلى تراجع الإمبراطورية البيزنطية في القرنين السابع والثامن، وتوقف الحملة المنغولية إلى الغرب عام 1242. وكيف كان للتغيّر المناخي عواقب أكثر خطورة في تدمير حضارات هنود المايا ومدنها.
وتبين دراسة شلينكر وزملائه كيف أثر تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، في الفترة ما بين 2000-2014، على أعداد طلبات اللجوء والهجرة إلى أوروبا من 103 بلدان في العالم، حيث ارتفعت درجات الحرارة الصيفية في تلك السنوات وتجاوزت حد 20 درجة مئوية.
ولهذا السبب، فإن ارتفاع الحرارة السنوي على الأرض بمقدار 1.8 درجة مئوية (أقل من الحد الذي اتفق عليه في معاهدة باريس للمناخ) سيؤدي بحلول عام 2100 إلى تزايد عدد المهاجرين بنسبة الثلث، أما إذا تنامى ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما يلاحظه جميع العلماء، وارتفعت بنسبة تتراوح ما بين (2.6 – 4.8) فإن الهجرة إلى أوروبا سترتفع إلى ثلاثة أضعاف.
ويؤكد خوان كارلوس ممثل اللجنة الأوروبية لمركز البحوث الأوروبية المشتركة، أن هذا البحث مهم جدا لأنه يوضح للسياسيين خطورة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة الذي لن يؤثر على دول بمفردها بل سيلامس الجميع لارتفاع عدد المهاجرين من تلك البلدان التي سيضربها الجفاف، لذلك عليهم الاهتمام بمساعدة تلك الدول لإيجاد تدابير تتكيف فيها الزراعة مع التغيّر المناخي.
المصدر: نوفوستي
خالد ظليطو