وعند التفكير في تربية الأطفال، تزداد قوة ذاكرة الكبار في الوقت نفسه، وفقا للباحثين. ويبدو أن الضرورة البيولوجية لحماية الأطفال، تساعد عقولنا على تخزين المعلومات التي قد ننساها بسرعة.
وأجرى الباحثون في جامعة بينغهامتون بولاية نيويورك الأمريكية، سلسلة من الاختبارات لمعرفة ما إذا كان التفكير في تربية الأطفال، يحسن من الذاكرة فعلا.
وقال رالف ميلر، أستاذ علم النفس: "إن قدرتنا على التفكير وحفظ المعلومات تنشأ من أجهزتنا العصبية. وبما أن نظمنا العصبية هي نتاج التطور والتجارب السابقة، يمكن للمرء توقع أن مدى نجاحنا في حفظ المعلومات يتأثر بالانتقاء الطبيعي، الذي حدث بين أسلافنا منذ فترة طويلة".
واختبر البروفيسور ميلر وزملاؤه النظرية من خلال طرح موضوعات تجعل المشاركين يتخيلون أنهم كانوا يعيشون في المراعي القديمة بإفريقيا، وتذكر سلسلة من الكلمات مثل الصخور والكرة والعصا.
وطلب من المشاركين تقييم مدى أهمية كل موضوع فيما يتعلق باستخدامه لبقائهم. وعندما قُدم السيناريو الذي ينطوي على تربية الأطفال، تذكروا الكثير من الكلمات.
وأوضح البروفيسور ميلر أن هذا البحث أثبت أن جيناتنا لا تؤثر فقط في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، ولكن أيضا في الطرق التي نفكر بها. كما أشار إلى أن هذه النتائج تشهد على تأثير ملحوظ لحالات محددة منذ آلاف السنين، على عمل أدمغتنا اليوم.
وما يزال من غير الواضح ما هي جوانب بقاء وأهمية المراعي القديمة وسيناريوهات تربية الأطفال القديمة، التي تسببت في استدعاء الذاكرة بشكل فعال أكثر، ولكن يعتقد فريق ميلر أن للأمر علاقة مع تلك السيناريوهات التي تعتبر هامة للنجاح التطوري.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة علم النفس التجريبي: التعلم والذاكرة والإدراك.
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا