وقام مايك هيوز "Mad" ببناء صاروخ خاص به ليرى بنفسه أن الأرض مسطحة.
وعلى مدى السنوات الـ 50 الماضية، كنا قادرين على مشاهدة صور للأرض من الفضاء، والتي تبدو وكأنها الدليل الذي نحتاجه لرؤية أن كوكبنا كروي الشكل.
ولكن، يبدو أن زيادة الوعي حول إمكانية التلاعب بالصور ونمو نظريات المؤامرة على الإنترنت، قد ساهم في عودة الاعتقاد السابق حول كون الأرض مسطحة.
وفي الوقت نفسه، يوجد نقص في فهم العلم الذي استُخدم منذ فترة طويلة لإثبات أننا نعيش على كرة أرضية، دون الحاجة إلى العودة إلى الاعتقاد السابق.
ولعل أحد أفضل الطرق الموثقة لإثبات كروية الأرض، استخدمت لأول مرة من قبل اليونانيين القدماء. وكان ذلك من خلال مقارنة ظل العصي في مواقع مختلفة.
وعندما كانت الشمس عامودية لم يكن هناك أي ظل للعصا، وفي الوقت نفسه كان لها ظل في مدينة تقع على بعد حوالي 500 ميل شمالا.
وإذا كانت الأرض مسطحة، فإن العصي ستظهر الظل نفسه (مع إمكانية عدم وجوده)، لأنها ستقع في الزاوية نفسها باتجاه الشمس.
ووجد الإغريق القدماء أن الظلال كانت مختلفة لأن الأرض منحنية، كما كانت العصي في زوايا مختلفة نسبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن فرصة كون معظم الكواكب كروية والأرض مسطحة أمر مستبعد جدا، ولكن عندما يتم إجراء التجارب العلمية بشكل غير صحيح فإنها يمكن أن تظهر نتيجة عكسية.
ومن بين أحد الأمثلة الشائعة: تجربة بيدفورد ليفيل، التي جرت لأول مرة عام 1838، واستُخدمت في إثبات أن الأرض كانت مسطحة لأكثر من 30 عاما، قبل العثور على التفسير القاطع.
وشملت التجربة وضع علامة على ارتفاع محدد في طرفي قناة مائية (طولها حوالي 6 أميال). وإذا كانت الأرض مستديرة، فيجب أن تكون إحدى العلامتين أقل مستوى من الأخرى عند النظر إليها في الوقت نفسه من خلال تلسكوب، لأن أبعد علامة يجب أن تنخفض مع انحناء الأرض.
وكانت النتيجة أن العلامتين على الارتفاع نفسه، ما يشير إلى أن الأرض مسطحة. وما يزال أصحاب نظرية المؤامرة يقتبسون من هذه التجربة لإثبات أن الأرض مسطحة.
وتكمن المشكلة في التجربة أنها لا تأخذ في عين الاعتبار التأثير البصري للهواء فوق المياه المتداخلة، والذي يعني انحناء أو انكسار الضوء أثناء انتقاله من العلامة إلى التلسكوب، لتجعلها تبدو على الارتفاع نفسه.
وفي نهاية المطاف لا تعد الاقتراحات المنشورة على الإنترنت الوسيلة الأفضل للمضي قدما من أجل أي مسعى علمي.
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا