ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها العلماء عن هذه المشكلة، مع الإشارة إلى أسباب موضوعية. فمثلا، يلوث دفن الموتى بالطرق التقليدية التربة بالمواد الكيميائية والمواد المستخدمة في صناعة التوابيت، حيث تعالج الجثة قبل دفنها بمادة الفورمالين السامة لإبطاء تحللها. كما أن حرق الجثة بحسب علماء البيئة يؤدي إلى إطلاق المعادن الثقيلة والغازات السامة وغيرها من المواد المضرة إلى البيئة.
واستنادا إلى هذه الأسباب، يدعو العلماء إلى دفن الموتى بصورة طبيعية، بوضع الجثث في توابيت بيولوجية تتحلل بعد دفنها، ما يساعد على الحفاظ على الطبيعة لفترة أطول. كما يدعون إلى التخلي عن استخدام الصفائح الصخرية والمعدنية لتغليف المقابر.
ويشير العلماء إلى أنه في ولاية كارولينا الجنوبية، خصصت مساحة 28 هكتارا في الغابة لدفن الموتى بصورة طبيعية من دون استخدام التوابيت والمواد الكيميائية. وبعد مراسم الدفن تزرع فوق القبور نباتات محلية في طريقها للانقراض، وهذا يضمن حماية الدببة السوداء والطيور وغيرها من الحيوانات.
أما حسابات عالم الرياضيات الأسترالي ميتيو هولدن، فقد بينت أن عدم استخدام التوابيت والمواد الكيميائية في دفن 1.2 مليون شخص في السنة سيوفر 3.8 مليار دولار سنويا، وهذا المبلغ يمكن إنفاقه في حماية البيئة. كما أشارت حسابات العلماء عام 2012 إلى أن حماية جميع الأنواع من الانقراض تتطلب تخصيص أربعة مليارات دولار سنويا لهذا الغرض.
المصدر: فيستي.رو
كامل توما