وقد ساعد التقدم التكنولوجي علماء الآثار على استكشاف مدينة نان مادول المدمرة في المحيط الهادئ وعجائب هيكلتها. وقد كشفت الحلقة الماضية من السلسلة الوثائقية "?What on Earth" على قناة "Science Channel" عن الصور الجوية الجديدة للموقع الذي بني على اليابسة بوسط بحيرة.
ويتضح أن المدينة التي تم اكتشافها عام 1928، تتكون من مربعات منتظمة هندسيا تفصلها قنوات مياه، وهي محمية من المحيط من خلال 12 جدارا بحريا، وغالبا ما اعتبرت مدينة نان مادول "البندقية في المحيط الهادئ".
ويعتقد المؤرخون بأن المدينة شيدت في القرن الأول أو الثاني الميلادي، وأنها أول مدينة في جزر المحيط الهادئ وكانت جزءا من أطلانطس الغارقة.
وقال مارك مكوي، الذي قاد فريق البحث: "يبدو الآن أن نان مادول تمثل أولى المدن في تاريخ المحيط الهادئ، وبالنسبة لي، أعتقد بأنها كانت عاصمة ومقر السلطة السياسية ومركز الطقوس الدينية الأكثر أهمية، والمكان الذي اعتمده رؤساء الجزيرة السابقون للراحة".
وقد أمضت مملكة سوديلور، وهي أول سلطة منظمة في جزيرة بونبي في المحيط الهادئ، عقودا عدة في بناء الهياكل الحجرية التي ما تزال قائمة على 92% من الجزر الاصطناعية في بحيرة قبالة ساحل جزيرة بونبي.
وكانت نان مادول، عاصمة شعب سوديلور الغامض حتى عام 1628، والتي ما تزال تعتبر أعجوبة هندسية.
وتعني نان مادول "المسافات بين" وهي إشارة إلى قنوات المد والجزر التي تتقاطع على أنقاضها الآن، وتضم المباني التي تشكل نان مادول ما يقدر بـ 750 ألف طن من الصخور السوداء. وقد عثر العلماء على أنقاض لمعابد ومنازل وقصور ومقابر.
ولبناء هذه المدينة، وفقا لمعهد "Smithsonian"، كان على شعب سوديلور نقل 1850 طنا من الحجارة في السنة، على الرغم من أن عدد سكانها لا يزيد عن 30 ألف شخص ولا يستطيعون الوصول إلى البكرات والرافعات.
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني