وأوضح بوبوف أن اختيار الخفافيش للدراسة يعود إلى كونها مستودعا طبيعيا للعديد من الفيروسات التي قد تشكل خطرا على الإنسان والحيوان، ما يجعل البحث المنهجي في خصائصها البيولوجية أمرا بالغ الأهمية للوقاية من الأوبئة المستقبلية، على غرار جائحة كوفيد-19.
وأضاف بوبوف أن أحد أكثر الاكتشافات إثارة تمثل في رصد نسبة مرتفعة من العاثيات ضمن ميكروبيوم أمعاء الخفافيش خلال فترة السبات الشتوي، وهو ما لم يكن متوقعا. وأشار إلى أن هذا النظام البيئي الغني بالفيروسات يعزز الفرضية القائلة بأن ميكروبيوم أمعاء الخفافيش في أثناء السبات يمكن اعتباره "مختبرا تطوريا طبيعيا" لتكوّن عاثيات جديدة، قد تشكل مستقبلا مصدرا لمضادات حيوية طبيعية، تُستخدم إما مكملة للعلاجات التقليدية أو بديلة عنها جزئيا.
كما أشار إلى وجود بكتيريا نافعة في ميكروبيوم الخفافيش، تقوم بإنتاج مواد طبيعية خاصة تُعرف باسم البكتيريوسينات، وهي مركبات قادرة على القضاء على البكتيريا الضارة. ويرى الباحثون أن هذه الآلية الدفاعية الطبيعية قد تمثل بديلا مباشرا واعدا للمضادات الحيوية التقليدية، التي طورت العديد من البكتيريا الممرِضة مقاومةً لها.
ومن جانبه، شدد البروفيسور ألكسندر يرماكوف، رئيس قسم علم الأحياء وعلم الأمراض، على ضرورة عدم النظر إلى الخفافيش باعتبارها مجرد ناقلة للأمراض، مؤكدًا أن دراسة بكتيريا أمعائها وآليات جهازها المناعي قد تسهم في تطوير أساليب جديدة للوقاية من الأمراض وعلاجها لدى الإنسان والحيوان.
المصدر: تاس