مباشر

انفجارات شديدة قادمة من الشمس يمكن أن تحدث مزيجا من المخاطر المميتة على الأرض

تابعوا RT على
أظهر الشفق القطبي المذهل في أوائل شهر مايو الماضي القوة التي يمكن أن تصدرها العواصف الشمسية، ولكن في بعض الأحيان تحدث هذه الأنشطة الشمسية تأثيرات أكثر تدميرا.

وحذرت دراسة جديدة من أن انفجارا شديدا يحدث كل ألف عام تقريبا من سطح الشمس يمكن أن يعطل طبقة الأوزون الأرضية بشدة ويؤثر على جميع أشكال الحياة على الأرض.

وتُعرف هذه الانفجارات من البروتونات مباشرة من سطح الشمس باسم "أحداث الجسيمات الشمسية"، ويمكن أن تنطلق مثل كشاف ضوئي في الفضاء.

ويقول العلماء إن هذا "الحدث الجسيمي الشمسي" الشديد يمكن أن يعرض الناس لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ما يسبب ارتفاع معدلات السرطان، بل ويؤدي إلى تغيرات في المناخ العالمي.

وقامت الدراسة، التي نشرت في مجلة PNAS، بتقييم ما يمكن أن يحدث على الأرض خلال مثل هذا الحدث المتطرف، خاصة في الأوقات التي يكون فيها الدرع المغناطيسي الواقي للكوكب أضعف.

وفي العادة، يحمي المجال المغناطيسي للأرض الكوكب عن طريق تشتيت الجسيمات المشحونة في الفضاء، لكن قوة هذا الدرع المغناطيسي يمكن أن تختلف.

وفي الوقت نفسه، يطلق سطح الشمس أيضا البروتونات النشطة للغاية، "أحداث الجسيمات الشمسية"، والتي يمكن أن تصل إلى الارتفاعات المنخفضة في الغلاف الجوي للأرض.

ولكن في كل ألفية تقريبا، قد تكون هناك أحداث متطرفة للجسيمات الشمسية "أقوى بآلاف المرات من أي شيء تم تسجيله بالأدوات الحديثة".

وفي حين أن أحداث الجسيمات الشمسية المعاصرة ضعيفة ويمكن انحرافها بسهولة بواسطة المجال المغناطيسي للأرض، فقد حدثت أحداث متطرفة في الماضي.

ويحذر العلماء من أن مثل هذا الحدث المتطرف يمكن أن يقلب سلسلة من قطع الدومينو في طبقة الأوزون للأرض ويعطلها لأكثر من عام.

ومن دون طبقة الأوزون، يمكن للأشعة فوق البنفسجية الضارة أن تصل إلى سطح الكوكب، ما يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي في جميع أشكال الحياة.

وكتب العلماء: "إن الكثافة العالية جدا للأشعة فوق البنفسجية-بي (UV-B) يمكن أن تعيق نمو النبات والتمثيل الضوئي وتولد مستويات مرتفعة من تلف الحمض النووي في العديد من الأنواع".

وفي البشر، قد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وإعتام عدسة العين، وضعف وظائف المناعة مع ظهور أعراض تلف العين في وقت مبكر من 30 دقيقة إلى 12 ساعة بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

وإذا وصل مثل هذا الانفجار من الشمس إلى الأرض خلال فترة يكون فيها المجال المغناطيسي للكوكب أضعف بكثير، فإن الضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون قد يستمر لمدة ست سنوات تقريبا.

وقد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض بنسبة 25% وتلف الحمض النووي بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يمكن أن يكون كارثيا على المحاصيل المزروعة في جميع أنحاء العالم.

وكتب العلماء: "سيظل الإشعاع فوق البنفسجي الناتج على مستوى الأرض مرتفعا لمدة تصل إلى 6 سنوات، ما يؤدي إلى زيادات في مؤشر الأشعة فوق البنفسجية بنسبة تصل إلى 20 إلى 25% ومعدلات تلف الحمض النووي الناجم عن الطاقة الشمسية بنسبة 40 إلى 50%".

وقد يؤدي تلف الحمض النووي على نطاق واسع أيضا إلى تحفيز فترات التطور، مثل التنوع السريع للحيوانات خلال فترة الانفجار الكامبري منذ نحو 539 مليون سنة.

وتابع العلماء: "خلال تلك الفترات، يمكن للجسيمات الكونية المؤينة أن تدخل الغلاف الجوي للأرض عند خطوط العرض المنخفضة وتلحق الضرر بطبقة الأوزون، ما يؤدي إلى زيادات ملحوظة في الأشعة فوق البنفسجية السطحية. والعواقب المحتملة تشمل مخاطر صحية خطيرة وتأثيرات مناخية وتطورية طويلة المدى".

المصدر: إندبندنت 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا