ويمكن القول إن هذا الثعبان مرشح ليكون أكبر ثعبان في تاريخ الأرض. جاء ذلك في مقال نشر في مجلة Scientific Reports العلمية.
ويشير اكتشاف بقايا هذا الثعبان القديم في الهند، والذي ينتمي إلى عائلة (المادزويد)، إلى أن هذه الزواحف القديمة نشأت في شبه القارة الهندية حتى قبل اصطدامها بآسيا، وانتشرت بعد اندماجهما في جميع أنحاء العالم وتوغلت إلى شمال أفريقيا، حيث تم العثور على الزواحف من هذه العائلة لأول مرة.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الأحافير الهنود بقيادة سونيل باجبايي الأستاذ في المعهد الهندي للتكنولوجيا في روركي الهندية، أثناء دراسة أحفورة اكتشفت مؤخرا في منجم (بانادارو الليجنيت) في ولاية غوغارات بغرب الهند. واكتشف علماء الحفريات في الصخور الرمادية المحلية ثلاثين فقرة كبيرة جدا تنتمي إلى ثعبان عملاق من عائلة المادزويد.
ظهرت هذه العائلة من الزواحف على الأرض نهاية العصر الطباشيري، قبل فترة طويلة من انقراض الديناصورات، وانقرض آخر الزواحف منها نهاية العصر الجليدي. وتضمنت عائلة المادزويد عددا كبيرا من الثعابين العملاقة التي يبلغ طولها 6-8 أمتار، والتي كانت شبيهة في المظهر والموائل وطريقة الحصول على الطعام مع البواء والأناكوندا، التي تخنق ضحاياها بمساعدة عضلات قوية.
وتبيّن أن الثعبان الذي اكتشفه باجباي وزملاؤه، والذي أطلق عليه اسم Vasuki indicus نسبة للثعبان الضخم "فاسوكي" من الأساطير الهندية، كان حتى أكبر حجما، ويفترض أن طوله بلغ 15 مترا، وأظهر تحليل بنية فقراته أن الثعبان الهندي القديم أكثر ضخامة من "مادزوي" في مدغشقر و"جيغانتوفيا "المصرية، وهي أحد أكبر الزواحف التي تنتمي إلى عائلة المادزويد.
وقال الباحثون إن اكتشاف Vasuki indicus مثير للاهتمام بشكل خاص لأنه يشير إلى الأصل الهندي المحتمل للعديد من أنواع الثعابين الإفريقية والآسيوية. وتؤكد هذه الحقيقة فرضية تفيد بأن Vasuki indicus عاشت في الهند حتى قبل اندماجها مع آسيا (أي قبل 37-35 مليون سنة)، بينما ظهرت أنواع أخرى من عائلة المادزويد في شمال إفريقيا وجنوب أوراسيا في وقت لاحق فقط. ويأمل البروفيسور باجباي وزملاؤه أن تساعدهم الحفريات اللاحقة على تأكيد هذه الفرضية.
المصدر: تاس