مباشر

متغيرات جينية موروثة من النياندرتال وراء شعور بعض البشر بمزيد من الألم

تابعوا RT على
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون بريطانيون أن الأشخاص الذين يحملون ثلاثة متغيرات جينية موروثة من إنسان نياندرتال، أكثر حساسية لبعض أنواع الألم.

ووجد العلماء أن ثلاثة متغيرات من "جين الألم"، SCN9A، وهي M932L وV991L وD1908G، يمكن أن تجعل الأشخاص الذين لديهم هذا الجين أكثر عرضة للشعور بالأذى، مع ظهور الجين "بتردد عال" بين أولئك الذين لديهم أصول أمريكية أصلية.

ودرست المجموعة البيانات الجينية لأكثر من 5900 فرد في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل وتشيلي وكولومبيا والمكسيك وبيرو.

وكان البيروفيون، الذين يحتوي تكوينهم الجيني عادة على أعلى نسبة من دماء السكان الأصليين، هم الأكثر احتمالا لامتلاك أي من متغيرات SCN9A الثلاثة.

وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، يشتبه العلماء في أن جينات SCN9A ربما تم تمريرها عبر مقايضة تطورية.

ويشتبه العلماء في أن الجين "يمكن أن يساعد البشر بطريقة أو بأخرى على التغلب على البرد".

وكان نحو 30% من آلاف المشاركين في الدراسة من أمريكا اللاتينية لديهم أكثر متغيرات الجين SCN9A شيوعا، D1908G. وكان لدى 13% منهم النسختين الأخريين من الجين، V991L وM932L .

كما كان لدى المشاركين في الدراسة من بيرو أعلى احتمالية لحمل متغير D1908G بنسبة 42.3%، مع وجود أعلى احتمالية لحمل متغيرات V991L وM932L للمشاركين من المكسيك بنسبة 23% تقريبا لكل منهما.

وعلى الجانب الآخر، كان لدى المشاركين البرازيليين في الاختبار من أصل أمريكي أصلي، أدنى نسبة بنحو 9% فقط، وهو ما يبدو أنه يُترجم إلى أدنى نسبة من متغيرات "جينات الألم" الثلاثة.

ووفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة، عالم الوراثة الفرنسي بيير فو: "في عام 2020، قامت مجموعة أخرى من الباحثين بدراسة الأشخاص من أصل أوروبي وربطوا هذه المتغيرات الجينية للإنسان البدائي بزيادة حساسية الألم".

وقال فو لموقع "لايف ساينس": "لقد قمنا بتوسيع هذه النتائج من خلال دراسة أمريكا اللاتينية وإظهار أن هذه المتغيرات الجينية للنياندرتال أكثر شيوعا لدى الأشخاص ذوي الأصول الأمريكية الأصلية".

وأضاف: "لقد أظهرنا أيضا نوع الألم الذي تؤثر عليه هذه المتغيرات، والذي لم يكن معروفا من قبل".

وتساعد المتغيرات الثلاثة لجين SCN9A على تكوين بروتين في الجسم ينقل الصوديوم (الملح) إلى الخلايا، وبالتالي يساعد على توصيل إشارات الألم من الأعصاب التي تكتشف الألم.

وبحسب ما ذكرته الورقة البحثية الجديدة المنشورة في مجلة Communications Biology، أوضح فو: "عندما اختبرنا عتبة الألم لدى المشاركين من خلال الضغط أو الحرارة أو البرودة، لم تؤثر متغيرات الجينات على حساسية الألم، وبالتالي فإن متغيرات إنسان نياندرتال أثرت فقط على استجابتهم لضغط الوخز".

وتابع فو: "إن التكرار العالي لمتغيرات إنسان نياندرتال لدى الأشخاص ذوي أصول أمريكية أصلية، يمكن تفسيره من خلال سيناريو حيث حدث أن إنسان نياندرتال الذي يحمل هذه المتغيرات تكاثر مع البشر المعاصرين الذين هاجروا في النهاية إلى الأمريكتين. وكان على البشر المعاصرين الذين وصلوا لأول مرة إلى أمريكا الشمالية أن يتحملوا ظروفا قاسية وباردة. لذلك من الممكن أن يكون لهذه المتغيرات تأثيرات أخرى تتجاوز الألم - على سبيل المثال، كان من الممكن أن تساعد البشر بطريقة ما على التغلب على البرد".

المصدر: ديلي ميل

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا