ويشير عالم الفيروسات سيرغي نيتيسوف، عضو أكاديمية العلوم الروسية في حديث لـ Gazeta.Ru إلى أن العاثيات هي فيروسات بكتيرية وضعها البشر في خدمتهم. ومع أن العلماء لا يعرفون أصلها بدقة، إلا أن هناك نظرية مفادها أنها تطورت كسلاح لبعض البكتيريا ضد بعضها الآخر. أي يمكن للإنسان استخدامها بنفس الطريقة، وتدمير البكتيريا المسببة للأمراض. وهذا مهم جدا، خاصة وأن المزيد والمزيد من البكتيريا تصبح مقاومة للأدوية المستخدمة حاليا.
ويقول: " تكمن المشكلة في أن مضادات الحيوية يمكن تخزينها عدة سنوات في حين لا يمكن تخزين العاثيات أكثر من شهر وفي المجمدة. ومع ذلك أعتقد أنها ستصبح أداة فعالة مضادة للبكتيريا المقاومة".
ويشير الأكاديمي إلى وجود الفيروسات المتكافلة التي تعيش داخل الجسم تكسبه مزايا تطورية. فمثلا درسنا القراد المصاب وغير المصاب بفيروس التهاب الدماغ الذي ينقله القراد. اتضح أن القراد المصاب يكون أكثر نشاطًا في البحث عن الحيوانات التي يلتصق بها. وقد اكتشفنا شيئا مماثلا بين الذئاب. حيث اتضح أن قادة قطعان الذئاب تعاني من بعض أنواع العدوى والفيروسات المزمنة. علاوة على ذلك، فإن الارتباط بعدوى داء المقوسات قوي جدا: لكي تكون قائدا للقطيع، يجب أن تكون مصابا بهذه العدوى.
ووفقا له، توجد لدى البشر فيروسات مماثلة تسبب له الأمراض، ولكن لا نعلم ما إذا كانت مفيدة أم لا. فمثلا اكتشف العلماء فيروسا يشتبه في أنه يسبب نوع غير معروف من التهاب الكبد. لأنه لا تزال هناك أمراض الكبد المزمنة التي لم يعثر العلماء حتى الآن على مسبباتها. وتبلغ نسبة هذه الأمراض حوالي 3-4 بالمئة من جميع أمراض الكبد التي لا يعرف العامل المسبب لها.
المصدر: Gazeta.Ru