وسيجعل نموذج زراعة الخلايا الأمر أسهل بكثير وغير مكلف للعلماء حول العالم للتحقيق في أمراض التهاب الرئة واختبار علاجات محتملة جديدة لها.
والبلاعم هي "الحركة الدفاعية" للجهاز المناعي، حيث تلتهم وتحطم الجسيمات الدخيلة الغريبة عن الجسم.
وتعيش البلاعم السنخية على وجه التحديد في بطانة الأكياس الهوائية في الرئة حيث يحدث تبادل الهواء، وهي عادة ما تكون الخلايا المناعية الأولى التي تواجه مسببات الأمراض التي تدخل الرئتين العميقة، مثل SARS-CoV-2 أو البكتيريا المسببة لمرض السل.
ويقول البروفيسور لاري شليزنجر، من معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي كبير مؤلفي الورقة المنشورة في مجلة mBio: "من المهم دراسة الخلايا الخاصة بالأنسجة لفهم آليات الصحة والمرض بشكل أفضل، وفحص العلاجات الجديدة المحتملة".
وكانت البلاعم السنخية (أو الخلايا الغبارية أو الخلايا الأكولة الحويصلية) صعبة الدراسة لأنها تعيش في أعماق الرئتين ويصعب الوصول إليها. وعادة ما يتم جمعها من خلال عمليات غسل الرئة التي تستغرق وقتا طويلا وباهظة الثمن، والتي تتضمن استخدام منظار القصبات للتنقل عبر الحلق وفي المجاري الهوائية لجمع عينات السوائل.
ويبدأ هذا النموذج الجديد بسحب دم بسيط. ويتم عزل خلايا الدم البيضاء ووضعها في جرار تفلون (Teflon jars) مع مكونات مستزرعة من الخلايا المتخصصة. ويضاف الفاعل بالسطح (Surfactant) مع ثلاثة بروتينات مختلفة للسيتوكين، والتي توجد عادة في سائل البطانة السنخية.
وتقول الدكتورة سوزانتا باهاري، الباحثة ما بعد الدكتوراه في معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي والمؤلفة الأولى للورقة البحثية: "نسميها الكوكتيل السحري. نحن نحاكي البيئة السنخية في زراعة الخلايا. إنها تجعل الخلايا تعتقد أنها في الرئتين".
وفي غضون ستة أيام، تتمايز الخلايا أو تتحول إلى خلايا تشبه البلاعم السنخية. وتتشابه الخلايا المولدة وراثيا بنسبة 94% مع الخلايا البلعمية السنخية البشرية التي تم جمعها من غسيل الرئة.
وأكد فريق معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي أن النموذج يمكن استخدامه للتحقيق في مرض السل و"كوفيد-19". وتمتص الخلايا مسببات الأمراض بسهولة.
وتقول الدكتورة باهاري: "إنه لمن المجزي جدا تطوير شيء يمكن أن يساعد المجتمع البحثي. لقد تلقينا بالفعل العديد من رسائل البريد الإلكتروني في جميع أنحاء العالم تطلب بروتوكولات حول تطوير البلاعم. ونحن الآن نبحث في تطوير مجموعة يمكننا توفيرها لتسهيل أمر تكرار ما قمنا به على الآخرين".
ويشير الدكتور شليزنجر إلى أن الطريقة التي نجحت في النهاية تذكرنا بعملية توليد خلايا جذعية مستحثة من البالغين، والتي تضع الخلايا الجذعية البالغة في مزيج معين لمساعدتها على العودة إلى الحالة التي يمكنها من خلالها التمايز وتشكيل أنسجة جديدة تماما.
ويضيف: "إنني متحمس لرؤية الإمكانات الكاملة للخلايا الشبيهة بالبلعم السنخي وإذا كان من الممكن دمجها في الجيل التالي من أشباه الرئة".
المصدر: ميديكال إكسبريس