وحسب العلماء، فإن ارتداء نظارة الواقع الافتراضي في أثناء السير خارج المنزل إلى مسافات مختلفة يمكن أن يزيد من فعالية إعادة التأهيل ويقلل الوقت المستغرق لإكماله. أفادت بذلك الخدمة الصحفية للجامعة.
قال الباحثون من جامعة بيلغورود الحكومية إن الواقع الافتراضي يستخدم على نطاق واسع على مدى العقد الماضي لعلاج الأمراض العقلية وتصحيح الحالات العاطفية.
وطور العلماء طريقة جديدة لتصحيح الحالة النفسية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي. وحسب العلماء، عند الانتقال إلى بيئة رقمية، يتم تنشيط نظام تحديد المواقع في الفضاء في دماغ الإنسان.
وقالت مديرة المشروع أوليانا موسكفيتينا الأستاذة المساعدة في جامعة بيلغورود:" يمكننا القول أن الدماغ يثبت المسار الذي يسير فيه الإنسان، الأمر الذي يسهم في تدريب مناطق الدماغ المختلفة، المسؤولة ليس عن الحالة المزاجية الجيدة فحسب، بل عن المناطق الخاصة التي تسمح لك باستعادة الروابط بين الخلايا العصبية".
وأضافت أن تقنيات الواقع الافتراضي يمكن أن توسع نهج تصحيح حالات الاكتئاب والاضطرابات التنكسية العصبية.
وقد عُرض على المشارك في البحث سلسلة من اللقطات التي تم إنشاؤها شخصيا له: وبينها حقل، أو جبال، أو تضاريس بشرية المنشأ لمدينة معاصرة، أو غرفة معيشة، أو مكتب. وفي أثناء الحركة الافتراضية في هذه المساحات كانت لدى المشارك ردود أفعال مختلفة. وأوضح العلماء أنه تم تعقبها من خلال التغيرات في مؤشرات النشاط الوظيفي للدماغ.
قال أورست إيفانتشوك الأستاذ المساعد في جامعة بيلغورود:"لذلك، فمن خلال اختيار تضاريس ومدة مختلفة للمشي الافتراضي، يمكنك التأثير على الحالة النفسية والعاطفية للمريض".
حسب الباحثين، الطريقة الموصوفة تؤثر على القشرة الداخلية للدماغ، بصفتها أحد المواقع المسؤولة عن تنظيم النمط الظاهري للاكتئاب، بالإضافة إلى تكوين الخلايا العصبية والمرونة العصبية لدماغ البالغين.
وأشار العلماء إلى أن القشرة الداخلية يمكن أن تتضرر في مراحل مبكرة من مرضي الزهايمر وباركنسون واضطرابات الاكتئاب والإجهاد. وتشارك القشرة الداخلية باستمرار عندما يتحرك المريض في الفضاء. وتتمتع القشرة بمرونة عصبية عالية، حيث يحتاج الدماغ دائما إلى رسم خريطة والتعرف على المساحة ومقارنتها بمساحات أخرى في كل مرة يتحرك فيها المريض. وتتضرر المرونة العصبية بالذات مع مواجهة الاكتئاب واضطرابات أخرى للنشاط العقلي.
وقالت أوليانا موسكفيتينا: "بالإضافة إلى ذلك، تشمل عملية التصحيح تقييم الحالة قبل الجلسة وبعدها باستخدام استبيانات نفسية مرضية، وقياس النبض وضغط الدم ودراسة مستوى تشبع الدم بالأكسجين وطرق أخرى للتشخيص الوظيفي.
وأشارت إلى أن الطريقة المقترحة تزيد من فعالية إعادة التأهيل وتقلل من وقت إجرائها. ويمكن استخدام النتائج في الطب عند تطوير ذكاء اصطناعي وروبوتات خاصة. وكذلك، يمكن أن تكون الهندسة المعمارية وإنشاء تضاريس بشرية المنشأ للمدن الحديثة مجالا محتملا لتطبيق الطريقة.
المصدر: نوفوستي