ويدعي باحثون من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ أن أكثر من 100 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) يمكن توفيرها بحلول عام 2100 إذا كان 90% من سكان الحضر في العالم يسكنون في مبان مصنوعة من الخشب، وهو مورد متجدد ويحمل أقل بصمة كربونية من أي مواد بناء مماثلة.
وقال أبهيجيت ميشرا، المعد الرئيسي للدراسة، إن إنتاج الخشب المصمم هندسيا يطلق كميات أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بإنتاج الصلب والأسمنت. ويخزن الخشب المصمم هندسيا الكربون أيضا، ما يجعل مدن الأخشاب بالوعة كربون فريدة طويلة الأجل - بحلول عام 2100، يمكن أن يوفر هذا أكثر من 100 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإضافية، أي ما يعادل 10% من ميزانية الكربون المتبقية لهدف 2 درجة مئوية".
وحاليا، يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن. وبحلول عام 2100، من المقرر أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير، وفقا للباحثين.
وقال ميشرا: "هذا يعني أنه سيتم بناء المزيد من المنازل من الفولاذ والخرسانة، ومعظمها لها بصمة كربونية خطيرة. لكن لدينا بديل: يمكننا إيواء سكان الحضر الجدد في مبان متوسطة الارتفاع - من أربعة إلى 12 طابقا - مصنوعة من الخشب".
وفي الدراسة، درس الفريق أربعة سيناريوهات مختلفة لاستخدام الأراضي - أحدها بمواد بناء تقليدية مثل الإسمنت والصلب، وثلاثة سيناريوهات مع طلب إضافي على الأخشاب.
كما قاموا بتحليل كيفية تلبية الطلب الإضافي على الأخشاب، وما هي النتائج المترتبة على انبعاثات الكربون.
وقال فلوريان هومبينودر، المعد المشارك للدراسة: "تُظهر محاكاتنا أنه يمكن إنتاج ما يكفي من الخشب للمباني الحضرية الجديدة المتوسطة الارتفاع دون انعكاسات كبيرة على إنتاج الغذاء".
وأوضح ألكسندر بوب، المعد المشارك للدراسة: "في عمليات المحاكاة الحاسوبية الخاصة بنا، وضعنا حدا واضحا لاستخراج الأخشاب ولإضافة مزارع شجرية جديدة: لا يمكن قطع أي شيء في الغابات البكر ومناطق الحفاظ على التنوع البيولوجي. إن الحماية الصريحة لهذه المناطق المحمية أمر أساسي، ولكن مع ذلك، فإن إنشاء مزارع الأخشاب على حساب مناطق طبيعية أخرى غير محمية يمكن أن يؤدي بالتالي إلى زيادة فقدان التنوع البيولوجي في المستقبل".
ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها السلطات على اعتبار الخشب مادة بناء للمنازل الحضرية.
واختتم ميشرا حديثه قائلا: "تؤكد دراستنا أن المنازل الحضرية المصنوعة من الخشب يمكن أن تلعب دورا حيويا في التخفيف من تغير المناخ نظرا لإمكانية تخزين الكربون على المدى الطويل".
المصدر: ديلي ميل