وأدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من البراكين وارتفاع درجات الحرارة والمناظر الطبيعية الجافة إلى حرائق الغابات في المناطق التي كانت في السابق أراض رطبة.
ونظرا لأن الأراضي الرطبة لم تعد تلتقط الكربون من الغلاف الجوي، فقد أدى ذلك بدوره إلى مزيد من الاحترار.
ويقول كريس ميس، محاضر في علم الأحافير في جامعة كوليدج كورك (UCC) والمعد الرئيسي للدراسة: "من خلال غربلة سجلات النباتات الأحفورية في شرق أستراليا والقارة القطبية الجنوبية، وجدنا وفرة كبيرة من النباتات المحترقة بالفحم طوال فترة العصر البرمي المتأخر".
ومن هذا الخط الأساسي المرتفع، وصلت وفرة الفحم إلى ذروة بارزة في الجزء العلوي من طبقات الفحم الأخيرة في العصر البرمي، ما يشير إلى زيادة كبيرة ولكنها قصيرة العمر في حرائق الغابات. وتبع ذلك انخفاض الفحم خلال الثلاثة ملايين سنة القادمة من أوائل العصر الترياسي، كما أوضح ميس في بيان.
وقدمت سجلات الفحم الأحفوري والنباتي لحوض سيدني وبوين في شرق أستراليا والقارة القطبية الجنوبية معلومات للباحثين بأن الأراضي الرطبة تتعطل بسبب حرائق الغابات المتكررة.
وطورت النباتات في ذلك الوقت مجموعة من الطرق للتعامل مع الحرائق الدائمة.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن ارتفاع درجة حرارة المناخ وزيادة نشاط الحرائق أثناء حدث الانقراض قد دفع جميع النباتات، بما فيها تلك التي حاولت التكيف، إلى نقطة الانهيار. واستغرق تعافي النظام البيئي للكوكب ملايين السنين بعد حدث الانقراض هذا.
وتنحدر كل أشكال الحياة على الأرض اليوم من حوالي 10% من الحيوانات والنباتات والميكروبات التي نجت بطريقة ما من الانقراض الجماعي في العصر البرمي.
ويُعتقد أن ثورانا بركانيا هائلا أطلق مواد كيميائية أزالت طبقة الأوزون على الأرض وعرّضت جميع الكائنات الحية لإشعاع الشمس القوي.
ولاحظ الباحثون أيضا أن حرائق الغابات في العصر الحديث أدت أيضا إلى موت أعداد كبيرة من الحيوانات في جميع أنحاء العالم.
وأشار الباحثون إلى أن مناخ الاحترار الخاص بنا أدى إلى تيارات أطول وأكثر تواترا ومزيد من حرائق الغابات في المناطق التي كانت رطبة عادة، بما في ذلك غابات الخث في إندونيسيا.
ولاحظ أنصار حماية البيئة أن مناطق التقاط الكربون الطبيعي من الغلاف الجوي هي جزء كبير من التخفيف من تأثير تغير المناخ.
ويقول العلماء في الدراسة إنه بدون هذه المناطق التي يتم فيها التقاط الكربون، يمكن للعالم أن "يظل دافئا بشكل لا يطاق لمئات الآلاف من السنين". وإن احتمالية اندلاع حرائق الغابات كمحرك مباشر للانقراض أثناء الأحداث الشديدة الحرارة، بدلا من كونها عرضا للتغيرات المناخية، تستحق مزيدا من الدراسة.
ويقول ميس: "على عكس الأنواع التي عانت من الانقراض الجماعي في الماضي، لدينا الفرصة لمنع احتراق مصارف الكربون في العالم والمساعدة في تجنب أسوأ آثار الاحترار الحديث".
ونُشر البحث في مجلة Palaios.
المصدر: ديلي ميل