مباشر

العلماء يسعون لفك غموض مومياوات الأطفال المخيفة في سراديب الموتى بصقلية

تابعوا RT على
يسعى فريق من العلماء جاهدين، باستخدام تقنية الأشعة السينية، للكشف عن أسرار عمرها 200 عام لمومياوات الأطفال في سراديب الموتى في باليرمو شمال صقلية.

وسيقوم باحثو جامعة ستافوردشاير في إنجلترا بفحص 163 مومياء موجودة "في سراديب الموتى" أو كما تعرف بـ"المدافن الرومانية تحت الأرضية (Capuchin Catacombs of Palermo).

وسينطلق الفريق في مهمة لكشف بعض الألغاز التي تحيط بحياة ووفيات العشرات من مومياوات الأطفال المدفونة في المقبرة تحت الأرض، باستخدام تقنية الأشعة السينية، بدءا من الأسبوع المقبل.

وتوجد في سراديب الموتى ما لا يقل عن 1284 جثة محنطة بشكل طبيعي وهياكل عظمية بأعمار مختلفة، مكدسة على طول خبايا السراديب وغرفها التي يعود تاريخها إلى تسعينيات القرن الخامس عشر.

والبعض من المومياوات محفوظة بشكل جيد لدرجة أنه قيل إنها تبدو وكأنها دمى نائمة صغيرة، في حين أن العديد من الأطفال الموجودين هناك هم الآن هياكل عظمية.

وستقود الدكتورة كيرستي سكوايرز، من جامعة ستافوردشاير، المحاولة الأولى لفهم قصة هؤلاء الأطفال باستخدام ماسح ضوئي للأشعة السينية.

وستبحث الدراسة التي تستمر عامين،، في هويات ومستويات الصحة والمرض في 41 جثة، في البداية،  داخل "مصلى الأطفال" ممن ولدوا في الفترة بين عامي 1787 و1880.

وصرحت الدكتورة سكوايرز لصحيفة "ذي صن": "نرغب في فهم صحة وتطور الأطفال الذين حصلوا على طقوس التحنيط بشكل أفضل. نعلم أنهم ينتمون إلى الطبقات المتوسطة ولكننا لا نعرف ما إذا كانوا أكثر أو أقل عرضة للإصابة بأمراض معينة أو يعانون من توقف النمو".

ويشار إلى أن سراديب الموتى في باليرمو هي أكبر مجموعة من بقايا مومياوات محنطة في أوروبا.

والعديد من الجثث التي تُركت هناك أصبحت هياكل عظمية، لكن بعضها محفوظ جيدا لدرجة أن بشرتهم وشعرهم وملابسهم لا تزال سليمة.

وكانت المقبرة في الأصل مخصصة للرهبنة الكبوشية (رهبنة كاثوليكية نشأت عام 1525)، ولكن تم فتحها لاحقا للعموم.

وفي ذلك الوقت، كان التحول إلى مومياء رمزا للمكانة و"وسيلة للحفاظ على المكانة والكرامة حتى في الموت".

وأشارت الدكتورة سكوايرز: "كان يُنظر إلى عملية التحنيط في هذا الموقع على أنها علامة على الرقي والثروة. لقد كانت وسيلة للحفاظ على شخصيتهم الاجتماعية بعد الموت".

وأوضحت الدكتورة سكوايرز أن الفريق سيأخذ ماسحا محمولا بالأشعة السينية ويلتقط مئات الصور للأطفال من زوايا مختلفة.

وسيستخدمون عمليات الفحص لتحديد جنس وعمر كل طفل، وكذلك للبحث عن أدلة على عيوب النمو والصدمات والأمراض.

وقال الدكتور داريو بيومبينو ماسكالي، الذي يعمل أيضا في المشروع، لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن بعض الأطفال "محفوظون بشكل رائع" ويبدو أنهم "دمى صغيرة جدا. بعضها يشبه الأطفال النائمين حقا. لقد أصبحوا داكنين بمرور الوقت ولكن البعض منهم لديه عيون مزيفة لذا يبدو كأنهم ينظرون إليك".

لم يتم التعرف على هوية الأطفال وسبب الوفاة والتاريخ الطبي لأي منهم، وتآكلت العلامات الوصفية المرفقة بهم منذ فترة طويلة، ومن المأمول أن يتم الكشف عن صورة أفضل عن حياة كل منهم وموتهم من خلال الرجوع إلى النتائج التشريحية مع السجلات الأرشيفية.

المصدر: ذي صن

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا