ونشر الباحثون تقييمهم للتغيرات المناخية في مجلة BioScience، التي نشرت عام 2019 إعلانا عن حالة الطوارئ في المناخ، وقعها أكثر من 11 ألف عالم من 153 دولة. والآن عشية صدور تقرير مجموعة الخبراء الدولية عن التغيرات المناخية (IPCC)ـ بادر علماء من الولايات المتحدة وأسترليا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبنغلاديش وألمانيا إلى تحديثه.
ويلاحظ الباحثون مقارنة بعام 2019 زيادة غير مسبوقة في الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، بما فيها الفيضانات المدمرة وموجات الحر القياسية والعواصف العنيفة وحرائق الغابات. ووفقا لهم كان عام 2020 ثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، وأن السنوات الخمس بعد عام 2015 كانت الأكثر سخونة في التاريخ.
ويضيف الباحثون، سجل في أبريل عام 2021 أعلى تركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، بلغ 416 جزءا في المليون. وأن تركيز ثلاثة غازات الاحتباس الحراري الرئيسية (ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروز ) كان في عام 2020 قياسيا، ولم يتغير في عام 2021.
ويقول كبير الباحثين، البروفيسور وليم ريبل، "تزداد الأدلة على اقترابنا أو أننا تجاوزنا النقطة الحرجة في عناصر مهمة من النظام الأرضي، مثل الشعاب المرجانية وغابات الأمازون المطيرة والصفائح الجليدية في غرب أنتاركتيكا وغرينلاند".
ويدعو الباحثون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وخاصة الميثان وإنشاء احتياطيات مناخية استراتيجية لتخزين الكربون ، وتحديد سعر لاستخدام الكربون ، واتخاذ إجراءات فعالة لحماية التنوع البيولوجي.
ويقول ريبل، "علينا التوقف عن النظر إلى حالات المناخ الطارئة كمشكلة منفصلة. لأن الاحترار العالمي، ليس العلامة الوحيدة للتوترات في النظام الأرضي. لذلك يجب أن تكون سياسة مكافحة التغيرات المناخية وغيرها، موجهة للقضاء على السبب الأساسي- الاستغلال المفرط لكوكب الأرض من قبل البشر".
ويشير الباحثون، إلى أن تدهور المؤشرات المناخية سنة بعد أخرى مرتبط باستمرار البشر في استغلال الأرض بلا رحمة. وكان لجائحة "كوفيد-19" التي تسببت في تخفيض الإنتاج دورا إيجابيا بسيطا ولكن مؤقتا.
ويضيف الباحث كريستوفور وولف من جامعة أوريغون، ما دامت البشرية مستمرة في الضغط على النظام الأرضي، فإن التدابير المتخذة ستعمل فقط على توزيع هذا الضغط. ولكن بالتوقف عن استغلال الموائل الطبيعية، يمكننا تقليل مخاطر انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ وحماية مخزونات الكربون والحفاظ على التنوع البيولوجي".
المصدر: نوفوستي