وفي دراسة جديدة، كلّف باحثون 42 متطوعا بالغا بتعلم الأبجدية العربية من الصفر: بعضهم من خلال كتابتها على الورق، والبعض الآخر من خلال كتابتها على لوحة المفاتيح، والبعض الآخر من خلال مشاهدة تعليمات الفيديو والرد عليها.
ولم يتعلم الأشخاص في مجموعة الكتابة اليدوية الأحرف غير المألوفة بسرعة أكبر فحسب، بل كانوا أيضا أكثر قدرة على تطبيق معارفهم الجديدة في مجالات أخرى - باستخدام الحروف لتكوين كلمات جديدة والتعرف على الكلمات التي لم يروها من قبل، على سبيل المثال.
وتقول عالمة الإدراك بريندا راب، من جامعة جونز هوبكنز: "السؤال الحقيقي هو: هل هناك فوائد أخرى للكتابة اليدوية لها علاقة بالقراءة والتهجئة والفهم؟، نجد أن هناك فوائد أخرى بالتأكيد".
وبينما كانت الكتابة والنقر على لوحة المفاتيح والتعلم المرئي فعالة في تعليم المشاركين التعرف على الحروف العربية - ارتكب المتعلمون أخطاء قليلة جدا بعد ست جلسات تمرين - في المتوسط، احتاجت مجموعة الكتابة إلى جلسات أقل للوصول إلى مستوى جيد.
ثم اختبر الباحثون المجموعات لمعرفة كيف يمكن تعميم التعلم. وفي كل اختبار متابعة، باستخدام مهارات لم يُدرّبوا عليها، كان أداء مجموعة الكتابة أفضل أداء: تسمية الحروف وكتابتها، وتهجئة وقراءة الكلمات.
ويظهر البحث أن فوائد التدريس من خلال الكتابة اليدوية تتجاوز فن الخط الأفضل: هناك أيضا مزايا في مجالات أخرى لتعلم اللغة. ويبدو كما لو أن المعرفة تصبح أكثر رسوخا من خلال الكتابة.
ويقول العالم المعرفي روبرت وايلي، من جامعة نورث كارولينا في Greensboro: "الدرس الرئيسي هو أنه على الرغم من أنهم كانوا جميعا جيدين في التعرف على الحروف، إلا أن التدريب على الكتابة كان الأفضل في كل مقياس آخر. وقد احتاجوا إلى وقت أقل للوصول إلى هناك".
وفي حين أن 42 شخصا ليسوا حجم عينة ضخمة لدراسة من هذا النوع، فإن الاتجاهات التي أبلغت عنها الدراسة تشير إلى أن القلم والورق ما يزالان يلعبان دورا مهما في التعلم، حتى مع سيطرة التنسيقات الرقمية على اتصالاتنا.
وعلى الرغم من استخدام البالغين في هذه التجربة بالذات، يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تكون ذات صلة بالأطفال أيضا. وسلطت العديد من الدراسات السابقة الضوء أيضا على مزايا النسخ كوسيلة مساعدة للتعلم.
ونُشر البحث في مجلة Psychological Science.
المصدر: ساينس ألرت