وأجرى باحثون أمريكيون تحليلا إحصائيا لتواريخ 10 أحداث انقراض جماعي معروفة، قضت على أي رباعيات الأرجل - حيوانات بأربعة أطراف.
واكتشفوا تواترا أساسيا "مهما إحصائيا'' للانقراض الجماعي في مكان ما في المنطقة البالغة 27.5 مليون سنة.
وتتماشى هذه الانقراضات الجماعية مع تأثيرات الكويكبات الكبيرة والتدفق البركاني المدمر للحمم البركانية، والمعروفة باسم ثوران البازلت الفيضي.
ويقترح الباحثون أن مدار الأرض في مجرة درب التبانة قد يلعب دورا، ما يؤدي إلى زخات من المذنبات التي لديها القدرة على القضاء على كل أشكال الحياة في كوكبنا.
وحدث الانقراض الجماعي الأخير الذي أشار إليه الباحثون قبل 7.25 مليون سنة، ما يشير إلى أننا لم ننتظر حدثا آخر منذ زهاء 20 مليون سنة.
وقال معد الدراسة مايكل رامبينو، في جامعة نيويورك، إنه يبدو أن تأثيرات الجسم الكبير ونبضات النشاط الداخلي للأرض التي تخلق البراكين البازلتية الفيضية، قد تسير إلى معدل الأحداث نفسه الذي استمر 27 مليون سنة مثل الانقراضات، وربما يسيرها مدارنا في المجرة. وهذه النتائج الجديدة المتعلقة بالانقراض الجماعي المفاجئ المتزامن على اليابسة وفي المحيطات، والدورة المشتركة التي تمتد من 26 إلى 27 مليون سنة، تضفي مصداقية على فكرة الأحداث الكارثية العالمية الدورية كمحفزات للانقراضات. وفي الواقع، من المعروف بالفعل أن ثلاثة من عمليات الإبادة الجماعية للأنواع على اليابسة وفي البحر، حدثت في الأوقات نفسها التي حدثت فيها أكبر ثلاث تأثيرات خلال آخر 250 مليون سنة، كل منها قادر على التسبب في كارثة عالمية وينتج عنها كتلة الانقراضات".
وقبل 250 مليون سنة، قضى حدث انقراض العصر البرمي - الترياسي، المعروف أيضا باسم "الموت العظيم"، على 95% من الأنواع البحرية و70% من الأنواع البرية في ذلك الوقت.
وخلص باحثون بريطانيون مؤخرا إلى أن سبب الموت العظيم كان نتيجة ثوران بركاني هائل في سيبيريا، ما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وعندما يذوب ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، تصبح شديدة الحموضة وينخفض مستوى الأكسجين في الماء، ما يؤدي إلى مقتل الحياة البحرية.
وربما كان حدث الانقراض الجماعي الأكثر شهرة قبل 66 مليون سنة، عندما انقرض 70% من جميع الأنواع على اليابسة وفي البحار، بما في ذلك الديناصورات.
وهذا الحدث، المعروف الآن باسم حدث انقراض K / T، كان سببه اصطدام كويكب كبير أو مذنب بالأرض.
وقال عالم تحدث مع مجلة Smithsonian، إن الحطام من الكويكب "حول الهواء إلى فرن وأشعل حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم"، ما أدى إلى تدمير البيئة.
وعرف علماء الحفريات بالفعل أن الانقراضات الجماعية للحياة البحرية، والتي اختفى فيها ما يصل إلى 90% من الأنواع، لم تكن أحداثا عشوائية، ولكن يبدو أنها تأتي في دورة مدتها 26 مليون عام.
وفحص باحثو جامعة نيويورك سجل الانقراض الجماعي للحيوانات التي تعيش على الأرض.
كما أجروا تحليلات إحصائية جديدة لانقراض الأنواع البرية، وأظهروا أن تلك الأحداث اتبعت دورة مماثلة مدتها زهاء 27.5 مليون سنة، ما يدل على أنها تتماشى مع الانقراضات البحرية.
كما تتبع عصور الحفر الناتجة عن اصطدام الكويكبات والمذنبات بسطح الأرض، دورة. ويفترض علماء الفيزياء الفلكية أن زخات المذنبات الدورية تحدث في النظام الشمسي كل 26 إلى 30 مليون سنة، ما ينتج عنه تأثيرات دورية وينتج عنه انقراض جماعي دوري.
وتدور الشمس والكواكب عبر المستوى المتوسط المزدحم لمجرة درب التبانة كل 30 مليون سنة تقريبا.
وخلال تلك الفترات، من الممكن حدوث زخات من المذنبات، ما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الأرض.
ويمكن أن تخلق التأثيرات ظروفا من شأنها أن تضغط على الحياة البرية والبحرية وربما تقتلها، بما في ذلك انتشار الظلام والبرد وحرائق الغابات والأمطار الحمضية ونضوب طبقة الأوزون.
وفوجئ الباحثون بالعثور على تفسير آخر محتمل يتجاوز الكويكبات للانقراض الجماعي - ثوران البازلت الفيضي، أو الانفجارات البركانية العملاقة التي تغطي مساحات شاسعة من الحمم البركانية. وتتطابق جميع حالات الموت الجماعية الثمانية المتزامنة على الأرض وفي المحيطات، مع أوقات ثورات البازلت.
وخلقت هذه الانفجارات أيضا ظروفا قاسية للحياة، بما في ذلك فترات وجيزة من البرد الشديد وتدمير طبقة الأوزون وزيادة التعرض للإشعاع، فضلا عن الأمطار الحمضية.
وقال رامبينو: "يبدو أن حالات الانقراض الجماعي العالمية نتجت عن أكبر التأثيرات الكارثية والبراكين الهائلة، وربما كانت تعمل في بعض الأحيان بشكل جماعي".
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تؤدي الانفجارات البركانية إلى ارتفاع درجة حرارة الدفيئة المميتة والمزيد من الأحماض وأقل أكسجين في المحيط، وفقا للمعدين، الذين نشروا دراستهم في مجلة Historical Biology.
وابتكر البروفيسور دانييل روثمان، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، معادلة رياضية بسيطة للتنبؤ بموعد الانقراض الجماعي التالي.
ووجدت الصيغة أنه بحلول نهاية القرن ستحتفظ المحيطات بما يكفي من الكربون لإطلاق إبادة جماعية للأنواع في المستقبل.
وبحلول عام 2100، سيتم إضافة حوالي 310 غيغا طن من الكربون إلى المحيطات - وهي "نقطة تحول" محتملة لكارثة بيئية، وفقا للدراسة التي نُشرت في Science Advances.
المصدر: ديلي ميل