ونقشت الرسومات الضخمة في صحراء الأنديز، من قبل حضارة قديمة في بيرو، منذ ألفي عام، وأثارت حيرة العلماء لعقود من الزمن وهم يحاولون معرفة سبب إنشائها.
ويشير العلماء إلى إمكانية ارتباط هذه النقوش بطقوس قديمة لإرضاء الآلهة من أجل هطول الأمطار خلال ما يعرف بـ"رقصات المطر".
وتحتوي خطوط نازكا على أكثر من 2700 شكل هندسي وخطوط وصور لنباتات وحيوانات محفورة في الرمال، ويشار إلى أنها نشأت منذ 1300 إلى 2400 عام، أي قبل نشأة موقع ماتشو بيتشو، المعروف باسم "القلعة الضائعة"، في بيرو.
وتمثل خطوط نازكا عملا فنيا رائعا، لا يمكن رؤيتها بشكل صحيح إلا من الجو، ما يعني أن منشئيها على الأرجح لم يتمكنوا من رؤية ما قاموا به بالكامل.
وجذبت الأشكال العملاقة المنقوشة في الصحراء، تفسيرات مختلفة، لكنها ظلت غامضة حتى الآن.
وفي محاولة لحل لغز هذه الأشكال المرسومة، أجرى الباحثون بقيادة جامعة هوكايدو، دراسة شاملة لـ16 صورة من الطيور، ولاحظوا أن الرسومات العملاقة تعود لطيور لا تنتمي إلى المنطقة بل إنها تقطن الغابات المطيرة البعيدة والمناطق الساحلية.
ويعتقد العلماء أن ذلك يرجع إلى أن النقوش صنعت على شرف المخلوقات التي كان يعتقد أنها تجلب المطر، لأن المجتمع الذي كان يقطن المنطقة الصحراوية كان يعتمد على هطول الأمطار بشدة للبقاء على قيد الحياة.
وكشف تقرير العلماء من جامعة هوكايدو في اليابان، أن الكثير من النقوش تصور البجع والببغاوات والطيور الطنانة وطائر الناسك ذا الذيل الطويل، وغيرها من الطيور الغريبة عن المنطقة.
وبحسب الفريق فإنه تم تحديد هذه الطيور بناء على الانطباعات العامة أو بعض السمات المورفولوجية الموجودة في كل رسم، مثل أشكال الرؤوس والأحجام وأجسادها وأجنحتها وذيولها وأقدامها، ثم قارنوها بأشكال الطيور الحديثة في بيرو.
وخلص العلماء إلى أن المجتمع القديم في بيرو كان يعتقد أن تلك الطيور تحمل الطقس معها حيثما حلت، وتجلب مياه البحر إلى التلال والأمطار من الغابات المطيرة، لذلك، يمكن أن تكون النقوش علامات لتكريم الطيور أو عبادتها أو استجداء لعودتها إلى المنطقة التي يقطنونها.
المصدر: ديلي ميل