ودرس فريق علماء دولي عينات من جليد القطبين الشمالي والجنوبي وإيسلندا وجبال الألب والقوقاز وكندا. حيث اكتشف المواد المشعة في جميع العينات التي أخذت من 17 موقعا، وفي معظمها كانت نسبة المواد المشعة أعلى من المسموح به بمقدار عشرة أضعاف وأكثر.
وتشير الباحثة، كارولين كلاسون، من جامعة بليموث، إلى أن "هذا أحد أعلى المستويات التي اكتشفت في الوسط المحيط خارج حدود المناطق النووية المحظورة".
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق الجليد الأزلي تكونت نتيجة انضغاط الثلج المتساقط مشكلا طبقات سنوية، لذلك يمكن تحديد تاريخ تلوثه الإشعاعي. وقد اتضح أن الأثر الأكبر هو لكارثة تشيرنوبل. كما لوحظت زيادة كبيرة في المواد المشعة خلال أعوام الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي التي شهدت تجارب نووية مكثفة للسلاح النووي.
كما اكتشف الفريق العلمي آثار كارثة فوكوشيما التي وقعت عام 2011. ولكن، يشير العلماء إلى أن الجزء الأكبر من الغبار المشع الناتج عن هذه الكارثة لا يزال معلقا في الهواء الجوي، حيث يمكن لهذه الدقائق البقاء معلقة سنوات عديدة.
ووجد العلماء في العينات العديد من العناصر المشعة، وأشدها خطورة عنصر الأمريسيوم.
وتظهر خطورة هذه العناصر على الكائنات الحية عند انقسام النواة، حيث هناك عناصر تنقسم نواها خلال أيام مثل اليود -131. أي أن هذه النوى تختفي عمليا خلال الأسابيع والأشهر الأولى لنشوئها، ما يخلق خلفية إشعاعية قوية. وهناك عناصر تنقسم نواتها خلال مليار سنة (يورانيوم -235 مثلا).
وبالإضافة إلى هذا، يبعث عنصر الأمريتسيوم أشعة ألفا (نواة ذرات الهيليوم). وتحمي طبقة الجليد الخارجية من هذا النوع من الإشعاع، ولكن عند دخوله الجسم مع الطعام والشراب والهواء، يسبب مشكلات صحية كبيرة.
عموما، يشير الباحثون إلى أن المواد المشعة الموجودة في طبقات الجليد لا تشكل أي خطر على حياة البشر، ما دامت محفوظة هناك، ولكن عند ذوبان الجليد نتيجة التغيرات المناخية، سوف تنتشر في الوسط المحيط. وهذا يجب أخذه بالاعتبار عند الحديث عن مكافحة الاحتباس الحراري.
المصدر: فيستي. رو