مدينة عاشت مهرجانا رياضيا كبيرا على مدى الأسبوعين الماضيين وما تزال، فتحولت إلى عاصمة لكأس القارات كما استضافت في الوقت نفسه بطولة دولية للأطفال "كرة القدم لأجل الصداقة".
كل شيء هنا يعكس روح كرة القدم..
في طريقنا، كنت أقرأ مقالات في الصحافة الأجنبية عن تقييم دولي لبطولة كأس القارات الحالية. ولفت انتباهي رأي صحفي ألماني يقول إن هذه البطولة منحت له فرصة للتعرف على روسيا وللاستمتاع ب"كرة القدم الصافية" دون أي ضجة ترافق على الدوام البطولات العالمية الكبرى. ولعله على حق مئة في المئة.
فهذه البطولة تجري في أجواء ودية جدا تظهر انفتاح المدن المستضيفة أمام الزوار والمشجعين من بلدان العالم.
نشعر بذلك من لحظة وصولنا إلى محطة القطارات، ففي كل مكان هناك إشارات خاصة بكأس القارات مكتوبة بلغتين على الأقل. كما استقبلنا مباشرة متطوعون يتحدثون اللغة الإنجليزية، وأحيانا لغات أخرى أيضا..
أكثر من خمسة آلاف متطوع من الروس والأجانب تم تحضيرهم للعمل في بطولة كأس القارات. يساعدون المشجعين في مواقع بيع التذاكر والملاعب والمطارات ومحطات القطارات، كما في وسائل النقل.
أما بالنسبة لتنقل المشجعين، فهناك المئات من حافلات النقل الخاصة بكأس القارات والتي تقل الضيوف إلى الملاعب أيام المباريات، وذلك بشكل مجاني تماما في حال توفر بطاقة خاصة وهي هوية المشجع. (جدير بالذكر أن من يمتلك هذه البطاقة لا يحتاج إلى تأشيرة الدخول إلى روسيا وقت إقامة البطولة. والنظام نفسه سيكون ساريا أيام المونديال العام المقبل).
لتسهيل سفر المشجعين وتعرفهم على المدن المستضيفة للمباريات، تم نشر كتب خاصة تعرف الضيوف - وبلغات مختلفة - على أبرز المعالم السياحية الموجودة في تلك المدن، كما تعطيهم معلومات مفيدة جدا عن الفنادق والمطاعم حيث بإمكانهم الاستمتاع بأشهر الأطباق وليس المطبخ الروسي فقط.
نقطة مهمة أخرى هي أنه، و إلى جانب المباريات، بإمكاننا حضور العشرات من الفعاليات الثقافية نظمت على هامش البطولة في كل من المدن المستضيفة. من هذه الفعاليات حفلات موسيقية ومسرحيات وعروض الباليه.. بالإضافة إلى رحلات سياحية قصيرة باللغتين الروسية والإنجليزية في أشهر المعالم للمدن الأربع التي تجري فيها المباريات، وهي موسكو وسوتشي وقازان وسان بطرسبورغ. وهذا أيضا مجاني تماما للمشجعين.
يبدوا أن المنظمين بالفعل عملوا كل ما في وسعهم لكي يستمتع الزوار بهذا المهرجان الكروي في روسيا.