ويقول الفلكيون إن الرياح الغازية الكونية التي تتحرك بسرعة 500 ميل في الثانية، لها دور أساسي في السيطرة على ظهور النجوم والمجرات التي هي جزء منها.
وأوضحت قائدة الدراسة، جوستين سبليكر، من جامعة تكساس، أن "المجرات معقدة وفوضوية، ونعتقد أن التدفقات الخارجة والرياح هي أجزاء تشرح كيفية تشكلها وتطورها، وكذلك مدى تنظيم قدرتها على النمو".
وباستخدام الملاحظات من مرصد ALMA في شمال تشيلي، تمكنت سبليكر وزملاؤها من اكتشاف آثار هذه الرياح في الفترة التي تلت الانفجار الكبير، عندما بلغ عمر الكون مليار سنة فقط.
وتمتلك المجرات، مثل درب التبانة، تاريخا من الولادة النجمية البطيئة نسبيا، مع ظهور نجم واحد جديد كل عام. ومع ذلك، يمكن أن تظهر الآلاف من النجوم في الوقت نفسه في مجرات الانفجار النجمي.
ويستهلك هذا الأمر مستودعات الغاز التي يُعتمد عليها لتشكيل نجوم جديدة بسرعة، ما يؤدي إلى ميل أعمارها لتكون قصيرة نسبيا.
وتتجنب المجرات هذا الموت المبكر عندما تخرج كميات هائلة من الغاز في وقت مبكر، ما يبطئ من معدل تكوين النجوم وينتج رياحا مجرية.
ويمكن رؤية هذه الأنماط الجوية الفلكية في المجرات القريبة باستخدام تقنيات الأشعة السينية التقليدية. ومع ذلك، فإن رصدها في أبعد أقاصي الكون، والذي يوفر نظرة ثاقبة على سنواتها الأولى، أصعب بكثير.
وتمكن مرصد ALMA من تحديد التأثير في المجرة المعروفة باسم SPT2319-55 باستخدام عدسة الجاذبية، وهي العملية التي تنحني بواسطتها جاذبية الضوء، وبالتالي تعمل على تكبير الأحداث التي كان من المستحيل مراقبتها باستخدام التقنية الحالية.
وتمكن فريق البحث من اكتشاف كميات كبيرة من الغاز البارد المتدفق من المجرة القديمة.
وفي حين يتم طرد الغاز بعيدا عن المجرات نفسها، فسينجرف إما إلى الكون الأوسع نطاقا أو يتدفق تدريجيا إلى أسفل المجرة ويشكل النجوم في حلقة تغذية مرتدة.
ومن المحتمل أن تتشكل الرياح إما عبر انفجار قوي داخل المجرات، أو بسبب تأثيرات الثقوب السوداء الهائلة التي تطلق رشقات من الطاقة.
المصدر: إنديبندنت