لا تزال درجة الحرارة الفائقة للطبقة العليا في الغلاف الغازي للشمس لغزا بالنسبة إلى خبراء الفلك الفيزيائي، علما بأن حرارة طبقتي "فوتوسفير" و"كروموسفير" الواقعتين في أسفل الغلاف الغازي الشمسي لا تتعدى 10 آلاف درجة كلفن فقط. أما الطبقة المتاخمة لطبقة الفوتوسفير والتاج، فترتفع فيها درجة الحرارة إلى ملايين درجات كلفن. وليس هناك أي تفسير علمي واضح لتلك الظاهرة الغريبة.
ومن أجل حل هذا اللغز، أُطلق عام 2009، إلى الفضاء أول مختبر شمسي روسي سمي بـ"كوروناس- فوتون"، حيث تم تصنيعه خصيصا لرصد عمليات تحدث في تاج الشمس والمناطق القريبة منه.
وعمل المختبر في المدار الشمسي 278 يوما ثم تحطم بسبب عطل في بطارياته. وعلى الرغم من ذلك، استطاع المختبر جمع كمية كافية من المعلومات ليتابع العلماء مدى تسخين مادة الشمس خلال وقوع انفجارات صغيرة على سطحها.
وقد دلت الأرصاد على أن الانفجارات، حتى الضعيفة منها، تتسبب في انبعاث طاقة كافية لتسخين تاج الشمس حتى 4 ملايين درجة كلفن، الأمر الذي اعتبر مستحيلا في وقت سابق.
ونظرا إلى أن الانفجارات الضعيفة تحدث على سطح الشمس بشكل منتظم، فبالإمكان القول إن تلك الانفجارات هي الآلية الرئيسية لتسخين التاج.
فيما يأمل العلماء بأن يتلقوا ردا واضحا على هذا السؤال بعد إطلاق مختبر "كوروناس-فوتون" الذي تقوم شركة "لافوتشكين" الروسية حاليا بتصنيعه. وقال العلماء إن قدرة المختبر الجديدة على رصد الانفجارات على سطح الشمس ستزيد بمقدار 20 مرة عما هو عليه لدى المختبر السابق.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف