ووجد الباحثون أن الجاذبية الصغرى لها تأثير إيجابي على خصائص هذه المادة، مقارنة بمثيلاتها التي تم الحصول عليها في المختبرات الأرضية. وذلك حسبما أفادت الخدمة الصحفية لمؤسسة العلوم الروسية.
وأوضح مدير معهد المعادن والمواد التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديمير كومليف أن "نتائج هذا البحث أظهرت بوضوح الحداثة العلمية وأهمية الأبحاث الأساسية في الفضاء، ويمكن استخدام المواد "الفضائية" الناتجة لتجديد الأنسجة العظمية واستبدالها على الأرض وفي البعثات الفضائية طويلة المدى على حد السواء".
وتوصل الباحث الروسي إلى هذا الاستنتاج بعد تنفيذ أول تجربة في التاريخ لاستخدام ما يسمى بالمجمع الحيوي المغناطيسي الخاص بإنماء بديل متكامل ثلاثي الأبعاد للأنسجة العظمية في الفضاء. وهذا المجمع عبارة عن جهاز يتم فيه، تحت تأثير المجالات المغناطيسية، تجميع الأنسجة الكاملة من جزيئات فردية.
ومن أجل الحصول على بديل محتمل للأنسجة العظمية المفقودة، قام الباحثون الروس بوضع مسحوق فوسفات الكالسيوم بصفته مادة أقرب في تركيبها إلى المكونات غير العضوية للعظام، في الجهاز. وبعد يومين، تم تشكيل بنية ثلاثية الأبعاد يبلغ سمكها حوالي خمسة ملليمترات داخل المجمع الحيوي، وهي مشابهة جدا في تركيبها للعظم البشري.
وتم نقل العينات الناتجة إلى الأرض، حيث قام العلماء بدراسة بنيتها المجهرية وخصائصها الفيزيائية بالتفصيل. وتوصل الباحثون إلى استنتاج مفاده بأن نظيرات الأنسجة العظمية المتكونة في ظروف محطة الفضاء الدولية تتمتع ببنية أكثر تنظيما من تلك الموجودة على الأرض. ويكمن سبب ذلك في أن بلورات فوسفات الكالسيوم في هذه الحالة نمت بنفس السرعة تماما في جميع الاتجاهات نظرا لعدم تأثرها بجاذبية الأرض.
وأشار الباحثون، إلى أن مثل هذه البنية المنتظمة يجب أن تعزز "الالتصاق" الأفضل للخلايا الحية والاستعادة السريعة للأنسجة العظمية الطبيعية. وتم تأكيد هذا الافتراض خلال التجارب التي أجريت على الفئران، حيث زرع العلماء في أجسادها عينات من الأنسجة العظمية المزروعة في محطة الفضاء الدولية وعلى الأرض. وإن مثل هذه النتائج التجريبية، كما أشار كومليف وزملاؤه، تساهم في مواصلة التجارب على زراعة مختلف الغرسات والأنسجة في ظروف انعدام الجاذبية.
المصدر: تاس