ويتميز الحد الغربي للصحراء الإفريقية، المعروف باسم الصحراء الكبرى، بتضاريس مذهلة تتمثل في رمال حمراء تغطي مساحات واسعة. وهذه الرمال تتجمع على شكل كثبان عملاقة، تتنقل وتتحرك بفعل الرياح.
وهذه المنطقة شديدة الجفاف، فلا توجد فيها نباتات أو أي بنية تحتية من صنع الإنسان، ما يضفي عليها مظهرا مثيرا غير مألوف.
والتقطت الصورة أثناء تحليق المحطة الفضائية فوق منطقة جنوب شرق المغرب، بالقرب من الحدود مع الجزائر، حيث تظهر الصحراء الكبرى وكأنها تمتد بلا نهاية تحت أفق السماء.
ومن الفضاء، تظهر هذه الكثبان الرملية وكأنها تشكيلات غريبة تشبه منظرا من كوكب آخر، ما يعزز التشابه بين الصحراء الكبرى وكوكب المريخ.
وتُظهر الصورة المذهلة التي شاركها "مرصد ناسا للأرض"، منطقة عرق الشبي، وهي منطقة متواجدة بصحراء مرزوقة جنوب شرق المغرب، تغطي مساحة 22 كيلومترا مربعا طولا و5 كيلومترات عرضا، في شمال إفريقيا.
وتعد المنطقة موطنا للعديد من الميزات الموجودة في عدد قليل جدا من الأماكن على الأرض، مثل الكثبان النجمية، والمعروفة أيضا باسم الكثبان الرملية الهرمية.
وتتكون هذه التلال بفعل الرياح، حيث يتكون كثيب رملي بقمة مركزية وعدة تلال تمتد للخارج مثل شكل نجمة أو هرم.
ويمكن أن يشكل هذا النوع من الكثبان الرملية بعضا من أطول الكثبان الرملية على وجه الأرض، حيث يصل ارتفاعها إلى 300 متر.
ويمكن العثور على مثل هذه الكثبان الرملية في أماكن أخرى في النظام الشمسي، مثل المريخ وقمر زحل تيتان. كما يمكن رؤيتها أيضا على الأرض في شبه الجزيرة العربية والصين وأمريكا الشمالية.
وفي وقت سابق من هذا العام، تم حساب، لأول مرة، عمر الكثيب الرملي المسمى "لالا لاليا" أو "لالا العالية"، في المغرب، حيث تبين أنه تشكل قبل 13 ألف عام. ويبلغ ارتفاعه 100 متر وعرضه 700 متر وله أذرع تمتد من مركز القمة لتعطيها شكل نجمة عند رؤيتها من الأعلى.
وبعد تكوينه الأولي، توقف عن النمو لمدة 8000 عام ثم توسع بسرعة في آلاف السنين الماضية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
ورغم أن منطقة عرق الشبي قد تبدو مشابهة لسطح المريخ، إلا أن الحياة وجدت طريقها إليها، حيث يوجد طبقة مياه جوفية كبيرة تدعم بساتين النخيل ومدينة مرزوقة في قاع مجمع الكثبان الرملية.
المصدر: إكسبريس