ويمثل الحدث الذي وقع في 27 سبتمبر نقطة تحول للدورة السابعة عشرة للمهمة حول الشمس حيث تقوم بجمع بيانات عن الرياح الساخنة المكونة من جسيمات مشحونة والمغناطيسية العنيفة التي تحيط بأقرب نجم لنا، ويأتي بعد أقل من ثلاث سنوات من الرقم القياسي السابق البالغ 586863.4 كيلومترا (364.660 ميلا) في الساعة.
وحطم المسبار في 27 سبتمبر الماضي الرقم القياسي لأسرع جسم تم إنشاؤه بواسطة أيدي الإنسان على الإطلاق ببلوغه سرعة مذهلة تبلغ 635266 كيلومترا (394736 ميلا) في الساعة.
وبهذه السرعات، سيكون من الممكن لطائرة أن تسافر حول كوكبنا نحو 15 مرة في ساعة واحدة، أو أن تسافر من نيويورك إلى لوس أنجلوس في ما يزيد قليلا عن 20 ثانية.
ولم يكسر مسبر ناسا الرقم القياسي للسرعة فحسب، بل إنه أصبح أقرب جسم من صنع البشر إلى الشمس على بعد 7.26 مليون كيلومتر فقط فوق محيط البلازما المشع الذي يُعتقد أنه سطح النجم.
ونظرا لأن عرض الشمس أقل بقليل من 1.4 مليون كيلومتر، فإن هذا سيكون أقرب إلى الوقوف عدة خطوات بعيدا عن نار المخيم المشتعلة، بدرجة كافية لتشم رائحة الدخان، ولكن ليس قريبا جدا لدرجة أن شعر أنفك يحترق.
وفي 5 سبتمبر الماضي، أصبح مسبار باركر أول جسم من صنع البشر على الإطلاق يطير عبر الانبعاث الكتلي الإكليلي، ووثق الحدث خلال اقترابه الثالث عشر من الشمس.
وحتى الآن، المسبار الشمسي في حالة جيدة جدا، بالنظر إلى ما يمر به أثناء مهمته. ويقوم باركر بكل هذا أثناء تعرضه لدرجات حرارة تصل إلى 1400 درجة مئوية، لكن أدواته الرئيسية محمية بدرع يسمح لها بالعمل في بيئة درجة حرارة الغرفة شبه الطبيعية.
ومن المنتظر أن يحقق مسبار باركر نحو 24 مدارا في الإجمال، وبالتالي فإنه ما يزال أمامه 7 مدارات أخرى، وهو ما قد يعد بأن نشهد تحطيم هذه الأرقام القياسية مرة أخرى، وستكون كل منها بمثابة تذكير بما يمكن تحقيقه بالقليل من الفيزياء والكثير من الفضول.
المصدر: ساينس ألرت