وتم التقاط الصور بواسطة القمر الصناعي Meteosat-12 الذي تديره المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية (EUMETSAT) من مدار ثابت بالنسبة للأرض، على بعد نحو 36 ألف كم فوق الأرض. وهذا الارتفاع مهم للغاية بالنسبة للمتنبئين بالطقس، حيث أن سرعة الأقمار الصناعية التي تدور حول الكوكب في هذه المنطقة تتطابق مع سرعة دوران الأرض. ونتيجة لذلك، تتمتع الأقمار الصناعية في هذا المدار برؤية ثابتة لجزء من الكرة الأرضية، ما يسمح لعلماء الأرصاد الجوية بمراقبة كيفية تطور ظواهر الطقس في الوقت الفعلي.
واستخدمت الأقمار الصناعية التابعة للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أجهزة تصوير البرق من قبل، لكن Meteosat-12 هو أول من قدم هذا النوع من المعلومات للمتنبئين بالطقس الأوروبيين.
وتم إطلاق القمر الصناعي، وهو الأول في "عائلة" مراقبي الطقس في أوروبا من الجيل الثالث Meteosat، في ديسمبر 2022 وسيساعد خبراء الأرصاد الجوية في القارة على تحسين توقعاتهم لأحداث الطقس القاسية.
وقال فيل إيفانز المدير العام لمنظمة EUMETSAT في بيان له: "كثيرا ما تسبق العواصف الشديدة تغيرات مفاجئة في نشاط البرق. ومن خلال مراقبة هذه التغيرات في النشاط، ستمنح بيانات أداة تصوير البرق (Lightning Imager) المتنبئين بالطقس ثقة إضافية في توقعهم للعواصف الشديدة".
ومع اطراد تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض، من المقرر أن تصبح العواصف الرعدية الشديدة، المصحوبة بأمطار غزيرة وبَرَد ورياح قوية، أكثر شيوعا في أوروبا وحول العالم.
ومن خلال القدرة على التنبؤ بشكل أفضل بهذه الأحداث، يأمل خبراء الأرصاد الجوية في حماية السكان المعرضين للخطر في المناطق المتضررة من خلال نشر تحذيرات مبكرة وأكثر دقة.
وأوضح إيفانز: "البرق مؤشر قوي على حدوث طقس قاس. فحيثما تهطل الأمطار بغزارة، غالبا ما يكون هناك برق".
وتتكون أداة Lightning Imager من أربع كاميرات يمكنها اكتشاف ومضات الغلاف الجوي في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من أمريكا الجنوبية. وستكون البيانات متاحة للمتنبئين بالطقس في إفريقيا، وكذلك للطائرات في رحلاتها عبر المحيط الأطلسي لتحسين السلامة.
ويوضح غويا باستوريني: "تحتوي أداة التصوير Lightning Imager على أربع كاميرات، ويمكن لكل واحدة التقاط 1000 صورة في الثانية، ليلا ونهارا، وأن تكشف حتى عن صاعقة برق واحدة أسرع من طرفة عين. وبفضل خوارزميات محددة، تتم معالجة البيانات على متن طائرة لإرسال المعلومات المفيدة فقط إلى الأرض، ودعم تطوير تنبؤات جوية أكثر دقة، فضلا عن المساهمة في دراسة ظواهر الطقس وسلامة النقل الجوي".
وبالنسبة لأوروبا، التي ترتفع درجة حرارتها أسرع بمرتين من القارات الأخرى، وفقا لوكالة مراقبة البيئة الأوروبية Copernicus، فإن الحصول على معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب حول الاقتراب من الكوارث سينقذ الأرواح ويحد من الدمار.
المصدر: سبيس