وركزت الدراسة التي قادها فريق من جامعة أريزونا، على جزيء غبار تم الحصول عليه من كويكب إيتوكاوا، وهو كويكب من النوع S (فئة يعتقد أنها تفتقر إلى المعادن الحاملة للماء) يبلغ قطره نحو 1100 قدم (335 م) ويكمل دورانه كل 12 ساعة.
وكشف تحليل هذا الجسيم عن وجود حبيبات ملح صغيرة تتكون من كلوريد الصوديوم، وهو المركب ذاته الذي يشكل ملح الطعام.
إن الكشف عن حبيبات الملح في إيتوكاوا مهم لأنه يشير إلى أن هذه الصخرة الفضائية ربما كانت مغطاة في وقت ما بالماء السائل.
ويعرف كلوريد الصوديوم بأنه مركب عالي الذوبان، سريع الذوبان في الماء. وإذا كان إيتوكاوا مرّ ببيئة مائية، فإن حبيبات الملح ستذوب بداخله.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذه الحبيبات تظل سليمة على سطح الكويكب تشير بقوة إلى أن الماء الموجود تبخر، تاركا وراءه بقايا الملح.
ويقترح العلماء أن الماء على إيتوكاوا نشأ من كويكبات من النوع C (كويكبات كربونية، وهي من أكثر الأنواع توافرا حيث تشكل ما نسبته 75% من مجموع الكويكبات المعروفة).
وهذه الأجرام السماوية التي من المحتمل أن تكون استقرت في السديم الشمسي، هاجرت إلى الداخل وسلمت حمولتها المائية عن طريق التأثير على الأرض الفتية.
والسيناريو الأكثر احتمالا هو أن المذنبات أو الكويكبات من النوع C جلبت الماء إلى الأرض. وقال شوفان تشي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن حبيبات الملح في إيتوكاوا تقدم دليلا قويا على أن الماء السائل كان موجودا في السابق على هذا النوع من الكويكبات.
وتشير الدراسات السابقة لإيتوكاوا إلى أن الماء في الغبار نتج عن "التجوية الفضائية" (مصطلح يستخدم للتعبير عن الظروف القاسية التي يتعرض لها أي جرم بسبب الظروف القاسية للبيئة الفضائية).
وبالإضافة إلى آثاره على مياه الأرض، يدعم اكتشاف حبيبات الملح في إيتوكاوا احتمال وجود الماء على الأجرام السماوية الأخرى داخل نظامنا الشمسي.
وهذا يفتح إمكانية أمام البعثات المستقبلية التي تستهدف هذه الكويكبات لاستخراج المياه، وبالتالي تسخيرها كمورد قيم للمساعي الفضائية.
المصدر: مترو