وكانت هذه الحالات عبارة عن كواكب صخرية في طور الانقراض. ووجد فريق من علماء الفلك طريقة لاستخدام هذه "المواقع الدموية" لفهم بعض أكثر الكواكب غموضا وصعوبة اكتشافها في الكون.
ويشير العلماء إلى أننا نعرف حتى الآن نحو 5000 من الكواكب الخارجية في المجرة. ويمثل هذا جزءا صغيرا فقط من تريليون عالم في مجرة درب التبانة.
ويواجه العلماء صعوبة استثنائية في العثور على فئة معينة من الكواكب الخارجية، وهي الكواكب الصغيرة والصخرية، ذلك لأن التقنيات المتوفرة حاليا تعتمد على تقنية العبور.
وعندما يعبر كوكب خارج المجموعة الشمسية أمام وجه نجمه المضيف، فإنه يتسبب في انخفاض بسيط في السطوع من وجهة نظرنا. ولكن إذا كان الكوكب صغيرا جدا، فإن التغيير في السطوع ليس كبيرا بما يكفي ليكتشفه العلماء، وبالتالي تظل الكواكب الصغيرة، بحجم الأرض تقريبا وأصغر، مخفية عنا.
ولكن مؤخرا أشار فريق من الباحثين إلى أن بعض الحالات الشاذة في بيانات كبلر قد تكونبمثابة أدلة موثوقة.
ومن بين البيانات التي تم إرجاعها من كبلر، ما يبدو أنه حلقات من الغبار والحطام المحيط بنجم. وخلص باحثون سابقون إلى أن هذه كواكب صخرية في طور التدمير. إنها عوالم اقتربت كثيرا من نجمها الأم (النجم المضيف)، وحرارة ذلك النجم أدت إلى غليانها.
وأصدر الباحثون ورقة بحثية، متاحة على arXiv preprint، توضح بالتفصيل محاكاة كيفية تكشف هذه العملية. ووجدوا أن هذه العوالم الصغيرة عالقة بين نقيضين.
ونظرا لأنها تدور بالقرب من نجمها الأم، فمن شبه المؤكد أنه تحكمها ظاهرة الانغلاق المداري أو التقييد المدِّي، ما يعني أن جانبا واحدا فقط من الكوكب يواجه النجم في جميع الأوقات. والجانب الآخر غارق بشكل دائم في الظلام.
ويتم تدمير جانب النهار إلى درجة أنه بدلا من القشرة، يحتوي فقط على هيكل رقيق من الصهارة النقية. ولكن الجانب الآخر بارد جدا لدرجة أن القشرة الصخرية تبقى في مكانها.
ويبرّد جانب الليل الكوكب بينما يسخنه جانب النهار. ووجد علماء الفلك أنه لا يوجد سوى نافذة ضيقة جدا حيث يمكننا ملاحظة مثل هذه المواقف. وإذا كان الكوكب كبيرا جدا أو لم يكن النجم ساطعا بدرجة كافية، فلن يتبخر ما يكفي من المواد حتى يتمكن العلماء من اكتشافه بواسطة وسائل مثل كبلر.
ومع ذلك، إذا كان الكوكب صغيرا جدا أو كان النجم شديد الكثافة، فإن الكوكب بأكمله يندثر في وقت قصير بما فيه الكفاية، بحيث من غير المحتمل أن نراه في عينة عشوائية من النجوم.
وفقط حالات خاصة معينة يمكن أن تؤدي إلى حلقة من الحطام كبيرة بما يكفي ومرئية بما يكفي لرؤيتها.
وانطلاقا من هذا، يقدر علماء الفلك أنه مقابل كل نجم في المجرة يوجد كوكب واحد تقريبا بحجم الأرض أو أصغر.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد علماء الفلك أن مسارات الحطام هذه يمكن أن تعطينا أدلة مهمة جدا حول تكوين الكواكب الصخرية.
المصدر: phys.org