وتتم مراقبة المذنب بواسطة مرصد الشمس وغلافها "سوهو" (SOHO)، وهو مسبار فضائي تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، بينما ينطلق نحو نجمنا داخل مدار عطارد، تاركا وراءه أثرا جليديا.
وتتكون ذيول المذنب بشكل أساسي من الغاز، الذي يتناثر خلف كتل الجليد والغاز المتجمدة أثناء تسخينها بواسطة أشعة الشمس.
في عام 2008 ، وجد تحليل للمادة التي ألقى بها 150 مذنبا أن 96P / Machholz 1 يحتوي على أقل من 1.5% من المستويات المتوقعة من مادة السيانوجين الكيميائية، وكان منخفضا أيضا في الكربون، ما دفع علماء الفلك إلى استنتاج أنه يمكن أن يكون آتياً متطفلا من نظام شمسي آخر.
والآن، قد يكشف اندفاعه نحو الشمس عن المزيد من أسراره.
وقال كارل باتامز، عالم الفيزياء الفلكية في مختبر الأبحاث البحرية في واشنطن العاصمة، لموقع spaceweather.com: "مذنب 96P / Machholz 1 (أو اختصارا 96P) غير نمطي للغاية من حيث التكوين والسلوك، لذلك لا نعرف أبدا ما قد نراه بالضبط. نأمل أن نتمكن من الحصول على بعض العلوم الجميلة من هذا ومشاركتها مع الجميع بأسرع ما يمكن".
واكتشف المذنب من قبل دونالد ماشهولز، والذي منحه اسمه (Machholz)، لأول مرة في عام 1986 باستخدام تلسكوب محلي الصنع.
وتميل معظم المذنبات التي تسقط باتجاه الشمس إلى أن تكون أصغر من 10 أمتار، وبالتالي تحترق عندما تقترب من نجمنا.
ولكن يبدو أن الحجم الهائل لـ 96P / Machholz 1 (أكثر من ثلثي ارتفاع جبل إيفرست) يحميه من التبخر الكامل، ورصد مسبار "سوهو" المذنب وهو يقوم بخمس مسارات قريبة حول الشمس منذ اكتشافه.
وسيكون أقرب اقتراب للجسم الجليدي من الشمس يوم الثلاثاء 31 يناير، عندما يقترب من نجمنا على مسافة أقرب بثلاث مرات من عطارد.
وربما وجد المذنب نفسه في مداره الغريب بعد طرده من نظامه الشمسي الأصلي بفعل جاذبية كوكب عملاق. وبعد ذلك، بفترة طويلة من التجول في الكون، من الممكن أن يؤدي الالتقاء العرضي مع المشتري إلى ثني مساره ليصطدم بشمسنا.
وتشير نظريات أخرى أيضا إلى أن المذنب قد لا يكون "فضائيا"، ولكنه ربما يكون تشكل في مناطق غير مفهومة جيدا من النظام الشمسي أو أن السيانوجين انفجر من خلال الرحلات المتكررة حول الشمس.
ورصد "سوهو" أكثر من 3000 مذنب منذ إطلاقه في ديسمبر 1995، على الرغم من أن المهمة الأساسية للمركبة الفضائية هي مراقبة الشمس للانفجارات العنيفة التي تسمى الانبعاث الكتلي الإكليلي، أو التوهجات الشمسية التي يمكن أن تسبب عواصف مغناطيسية أرضية على الأرض.
المصدر: لايف ساينس