وحير اللون الأزرق للكويكب فايثون العلماء منذ اكتشاف صخرة الفضاء هذه في أوائل الثمانينيات. والآن، تشير دراسة جديدة إلى أن مدار فايثون الفريد مسؤول عن اللون الغريب للصخرة الفضائية.
ويسافر فايثون حول الشمس في مدار بيضاوي الشكل يجعله أقرب إلى النجم من أي كويكب آخر معروف. ورغم أن هذا النهج القريب لا يعدو كونه قصيرا وأن فايثون يتراجع بعد ذلك إلى ما وراء مدار المريخ، إلا أن شدة ضوء الشمس الذي يتعرض له الكويكب خلال تلك التحليقات كافية لتجريد سطحه تدريجيا من المركبات الكيميائية الحمراء التي يراها علماء الفلك في الكويكبات التي تبقى بعيدة من الشمس.
وخلال ممراتها القريبة، يبعد فايثون مسافة 21 مليون كيلومتر (13 مليون ميل) عن الشمس. وهذا أقرب بثلاث مرات من المسافة بين الشمس ومدار عطارد، الكوكب الأقرب إلى الشمس في النظام الشمسي.
وعندما يقترب فايثون من النجم، ترتفع درجة حرارة سطح الكويكب حتى 800 درجة مئوية (1500 درجة فهرنهايت).
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن هذه الحرارة تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تبخر المواد الغنية بالحديد والمركبات العضوية الحمراء.
وقالت كاري ليس، عالمة الكواكب البارزة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز في لوريل بولاية ماريلاند، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان، إنه عند الاقتراب الأقرب من الشمس، تغلي المواد العضوية الحمراء وقطع صغيرة من الحديد على السطح قبل المواد الصخرية الأكثر صلابة، وهو ما يزيل احمرار السطح.
وتابعت: "على الرغم من أن بعض اللون الأحمر يتراكم مرة أخرى عندما يدور فايثون خارج مدار المريخ، إلا أنه يضيع مرة أخرى مع اقتراب فايثون من الشمس. وبعد آلاف الثورات، كل ما تبقى هو مواد تعكس ألوانا أغمق وأكثر برودة".
ووضع العلماء نمذجة تفصيلية للتركيب الكيميائي لسطح فايثون وحسبوا ما يحدث لتلك المواد الكيميائية عندما تتغير درجة حرارة الكويكب على طول مداره.
وقال غوردان ستيكلوف، عالم الكواكب في معهد علوم الكواكب في توكسون، أريزونا، والمؤلف المشارك للورقة البحثية، في البيان: "فوجئت قليلا بأن الفكرة نجحت بالفعل. يبدو من الجنون التفكير في أن فايثون ربما يبدو أزرق جدا لأن درجة حرارته ترتفع لدرجة أنها تنتج غازا حديديا بشكل مفضل مقابل غاز الصخور، ولكن من الواضح أن هذا ليس جنونا على الإطلاق".
وكشف العلماء أنه لا يوجد سوى بضع عشرات من الكويكبات ذات اللون الأزرق في النظام الشمسي، لكن فايثون هو أكثرها زرقة. ومن المثير للاهتمام أن العديد من المذنبات التي تغرق بالقرب من الشمس لها لون أزرق مميز أيضا.
وأوضح ستيكلوف: "تستغرق هذه الأنواع من المدارات وقتا طويلا لتتطور، ولكن هذا بالضبط ما نحتاجه: عملية تتطلب أن يكون الجسم قديما جدا ومتطورا حراريا.
وأضافت ليس أن تسخين الكربون في السخام في درجات الحرارة المرتفعة بالقرب من الشمس قد يساهم أيضا في اللون الأزرق المميز لفايثون.
وسيتمكن العلماء من معرفة المزيد عن هذه الصخرة الفضائية الغامضة في غضون سنوات قليلة، حيث تخطط وكالة استكشاف الفضاء اليابانية لإرسال مركبة مدارية تسمى DESTINY+ لدراسة فايثون.
المصدر: سبيس