ومع نهاية العام الماضي، كشف تحليل الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للكوكب الشبيه بالجحيم عن وجود غاز الفوسفين.
والفوسفين هو غاز عديم اللون وقابل للاشتعال وشديد السمية يميل على الأرض إلى التحلل بسهولة شديدة.
ويجب أن يتحلل بسرعة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة الحار والكثيف أيضا، لكن شيئا ما يجعله يبقى عند مستوى ثابت.
وأشارت جين غريفز، أستاذة علم الفلك في جامعة كارديف، إلى أن أسهل تفسير لوجود الفوسفين يمكن أن يكون مستعمرات من الكائنات الحية الدقيقة الغريبة التي تعيش في السحب الكثيفة لكوكب الزهرة.
ولم تكن البروفيسورة غريفز تتوقع هذه النتيجة على الإطلاق. وقالت: "اعتقدت أننا سنكون قادرين فقط على استبعاد السيناريوهات المتطرفة، مثل أن تكون الغيوم مليئة بالكائنات الحية. لكن عندما حصلنا على أول تلميحات من الفوسفين في طيف كوكب الزهرة، كانت صدمة!".
ويتكون معظم الفوسفين الموجود في الغلاف الجوي للأرض من البكتيريا التي تعيش في قاع المستنقعات. ولم يشرح بعد كيف يمكن أن يكون هناك أي فوسفين على كوكب الزهرة.
وكشف تحليل جديد للبيانات التي أعادتها مهمة "بايونير فينوس" التابعة لوكالة ناسا عام 1978 أن هناك العديد من الغازات الأخرى المرتبطة بالكائنات الحية الموجودة في الغلاف الجوي للكوكب.
ويقول راكيش موغول من كال بولي بومونا، في عدد مارس من مجلة Advancing Earth and Space Science، إن هناك "مواد كيميائية أخرى ذات صلة بيولوجيا" موجودة في الغلاف الجوي السميك والحار وغير المضياف لكوكب الزهرة.
وكتب موغول: "لقد أعدنا فحص البيانات المؤرشفة التي حصلنا عليها بواسطة مطياف الكتلة المحايدة Pioneer Venus Large Probe".
وأضاف: "تكشف نتائجنا عن وجود عدة أنواع كيميائية ثانوية في سحب كوكب الزهرة بما في ذلك الفوسفين وكبريتيد الهيدروجين وحمض النيتروز (النتريت) وحمض النيتريك (النترات) وسيانيد الهيدروجين وربما الأمونيا".
ولا تضمن أي من هذه التوقيعات الكيميائية بحد ذاتها وجود حشرات تعيش في عالم عائم فوق السطح المنصهر لكوكب الزهرة، ولكنها مجتمعة مع ما يصفه موغول بأنه "اختلال التوازن الكيميائي"، وهو تغيير ديناميكي في التوازن بين الغازات العضوية الموجودة في الغلاف الجوي، يثير الاحتمال المثير بوجود كائنات حية على كوكب الزهرة أو عمليات كيميائية لم نشهدها من قبل.
وإلى جانب "البقع الداكنة" غير المبررة التي تظهر أحيانا في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، هناك أدلة متزايدة على أن الزهرة، مثل المريخ، يمكن أن تكون موطنا لمستعمرة مزدهرة من الكائنات الحية الدقيقة.
المصدر: ديلي ستار